و الأمر نفسه يجري في
الجملة الخبرية، فإنه لا توجد في النفس صفة أخرى غير صفة العلم بثبوت النسبة أو
عدم ثبوتها.
هذا و لكن المنسوب إلى
الأشاعرة وجود صفة أخرى في جميع الموارد المذكورة و اصطلحوا عليها بالكلام النفسي،
ففي باب الطلب قالوا: توجد صفة أخرى في النفس غير الطلب، و هي الإرادة، و في باب
التمني توجد صفة أخرى في النفس غير التمني و سمّوها بالكلام النفسي، و هكذا في
بقية الموارد.
و نسب إليهم انهم
استدلوا على ذلك بوجوه ثلاثة، ذكر قدّس سرّه ثالثها بعنوان إشكال و دفع. و أما
الأولان فهما:
1- بيت الشعر المنسوب
إلى الشاعر المعروف باسم الأخطل:
إن الكلام لفي الفؤاد و إنما
جعل اللسان على الفؤاد دليلا
حيث يدل هذا البيت على
وجود شيء في النفس يصطلح عليه بالكلام النفسي، و هو يغاير الكلام اللفظي، و جعل
الكلام اللفظي دليلا على ذلك الكلام النفسي.
2- التمسك بالأمر الصادر
في موارد الاختبار و الاعتذار،[1] فإن الشخص
حينما يطلب شيئا من غيره بقصد الامتحان و الاختبار لا يكون مريدا لذلك الشيء
حقيقة، فإن ذلك لازم فرض الاختبار، فيكون الطلب متحققا من دون إرادة، و هذا دليل
على تغايرهما.
______________________________
(1)
المراد من الاعتذار هو أن الإنسان يريد أحيانا معاقبة غيره و لكنه يريد مبرّرا
لذلك خوف أن يلومه العقلاء فيستعين للوصول إلى الهدف المذكور باصدار أمر كي يعصيه
الطرف و يصلح أن يكون مبرّرا للعقاب.
[1] المراد من الاعتذار هو أن
الإنسان يريد أحيانا معاقبة غيره و لكنه يريد مبرّرا لذلك خوف أن يلومه العقلاء
فيستعين للوصول إلى الهدف المذكور باصدار أمر كي يعصيه الطرف و يصلح أن يكون
مبرّرا للعقاب.