و أما بطلان
الثانية فلأن القيام في مثل اللّه عالم متحقق، غايته بنحو الاتحاد و العينية، و لا
يتوقف- أي القيام- على فرض الاثنينية في القيام بنحو الاتحاد و العينية.
و
بكلمة أخرى: المغايرة بين الذات و المبدأ متحققة على مستوى المفهوم- إذ مفهوم
اللّه غير مفهوم عالم- و القيام متحقق أيضا غايته بنحو الاتحاد و العينية.
توضيح
المتن:
لا
ريب في كفاية ...: كان من المناسب أن يقال هكذا: تعتبر في صحة حمل المشتق على الذات
المغايرة بينها و بين المبدأ بلا ريب، و يكفي كونها بالمفهوم و إن اتحدا عينا و
خارجا.
مع
ما يجري عليه المشتق: هذا تعبير مطوّل و معقد، و التعبير المختصر
الواضح: مع الذات.
و
إن اتحدا: أي المبدأ و ما يجري عليه المشتق.
عينا
و خارجا: العطف بينهما تفسيري، فإن عالم العين هو عالم الخارج.
و
الجلال: صفات الجلال- التي هي في مقابل صفات الكمال- هي الصفات السلبية، من
قبيل ليس بظالم و ليس بجاهل، و من الواضح أن هذه الصفات السلبية ليست عين الذات
المقدسة، فإن السلب كيف يتحد مع الوجود المحض، و عليه فالمناسب أن لا يكون مقصوده
من صفات الجلال معناها الاصطلاحي بل معناها العرفي و اللغوي الذي هو عين صفات
الكمال، فالجلال قد يستعمل عرفا بمعنى الكمال، و العطف بينهما بالتالي يكون
تفسيرا.