و إن شئت
قلت: إن المستفاد من فقرة غلام زيد معنى مركب من جزءين، هما الغلامية و زيد، بينما
المستفاد من لفظ عشرة معنى بسيط منتزع من الوحدات العشر، و السؤال: هل كلمة ضاحك
هي كغلام زيد أو هي كلفظ عشرة؟
و
في الجواب نقول: إنها موضوعة لمعنى بسيط،[1]
و قد نقل صاحب الفصول[2] عن المحقق
الشريف[3] في حواشيه
على شرح المطالع[4] وجها
عقليا يرجع حاصله بعد تلخيص صاحب الفصول له إلى ما يلي:
إن
المشتق إذا كان موضوعا لمعنى مركب يلزم أحد محذورين: إما دخول العرض العام في
الفصل أو انقلاب القضية الممكنة إلى قضية ضرورية.
و
الوجه في ذلك: إن المشتق لو كان مركبا فهو إما مركب من
[1] غايته هو بالتحليل ينحل إلى جزءين، كما هو الحال في
كلمة إنسان، فإننا نفهم منها معنى بسيطا و لكنه بالتحليل العقلي ينحل إلى جنس و
فصل.
[2] هذا الوجه الذي ينقله صاحب الفصول عن المحقق الشريف
هو أحد النوافذ التي تسربت من خلالها الفلسفة إلى علم الأصول، و كان بالإمكان
التمسك بالوجدان بلا حاجة إلى التشبث بهذه التدقيقات، بأن يقال: إننا نفهم
بالوجدان من كل كلمة مفردة معنى واحدا و لا نفهم معنيين و إلّا كان ذلك خلف فرض
كونها مفردة، فمن لفظ إنسان نستفيد معنى واحدا، و من لفظ عشرة نستفيد معنى واحدا،
و من لفظ ناطق و ضاحك نستفيد معنى واحدا أيضا، غايته أن المعنى الواحد الذي نفهمه
ينحل بالتحليل العقلي إلى جزءين أو أكثر.
[3] هو مير عليّ بن محمّد الجرجاني المعروف بالمحقق
الشريف، و هو صاحب كتاب صرف مير، و قد اختلف في تشيعه و تسننه، و له ترجمة في
الكنى و الألقاب 2: 329.
[4] مطالع الأنوار- كتاب في المنطق- هو للقاضي سراج
الدين محمود بن أبي بكر الأرموي، و شرحه شرحا مزجيا- على غرار حاشية ملا عبد اللّه
و لكن بنحو مفصّل- قطب الدين الرازي، و عليه عدة حواشي، منها حاشية لمير عليّ بن
محمّد الجرجاني، و الوجه العقلي المذكور منقول عن الحاشية المذكورة.