على القرائن
يلزم التطويل بلا طائل، و مع عدم الاتكال عليها يلزم الإجمال، و كلا هذين غير لائق
بكلامه تعالى جلّ شأنه.
و
لكن هذا مدفوع بإمكان اختيار الشق الأوّل من دون لزوم محذور التطويل بلا طائل، و
ذلك بفرض الاتكال على القرائن الحالية أو المقالية المأتي بها لغرض آخر.
و
بالإمكان اختيار الشق الثاني من دون لزوم المحذور فيه، لإمكان أن يكون الإجمال
متعلقا لغرضه تعالى و إلّا لما أخبر بوقوعه بقوله: مِنْهُ
آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ.
و
قد يتوهم ضرورة وقوع الاشتراك في اللغات لتناهي المعاني و عدم تناهي الألفاظ
المركبة فلا بدّ من الاشتراك في الألفاظ لتستوعب جميع المعاني بالوضع.
و
لكنه فاسد:
لأن
لازم الوضع للجميع تحقّق الأوضاع غير المتناهية فيلزم الوضع للبعض، و بذلك يمتنع
الاشتراك.
و
لو سلّم إمكان الأوضاع غير المتناهية لم يكد يجدي الوضع إلّا في حدود مقدار متناه،
و بذلك يمتنع الاشتراك أيضا.
على
أن المعاني الكلية متناهية بلا حاجة إلى الوضع لمصاديقها غير المتناهية، لاغناء
الوضع لتلك عن الوضع لهذه.