و لكن لو
صحّ التمسك به فإنما يصح فيما إذا لم نحتمل كون المعاني الشرعية ثابتة قبل الإسلام
و إلّا فمن المحتمل أن يكون التبادر لأجل كونها موضوعة قبل الإسلام لذلك و ليس
لوضعها بعد الإسلام.
3-
لا مجال لدعوى تحقّق الوضع التعيّني في زمن النبي صلى اللّه عليه و آله بسبب كثرة
الاستعمال في المعاني الشرعية، إذ ذلك يتم إذا كانت المعاني الشرعية جديدة و حادثة
بعد الإسلام، و أما إذا كانت ثابتة قبل الإسلام فالوضع لها يكون ثابتا قبلا بلا
حاجة إلى كثرة الاستعمال بعد الإسلام.
هذا
ما يترتب لو لم نقطع النظر عن الاحتمال السابق.
و
أما إذا أردنا أن نتحدّث بقطع النظر عنه فالمناسب تحقّق الوضع في زمان النبي صلى
اللّه عليه و آله و لا أقل في آخر حياته صلى اللّه عليه و آله بسبب كثرة الاستعمال
المتحقّقة منه و من أصحابه، و من أنكر تحقّق الوضع فقد كابر و أنكر شيئا واضحا.
نعم
دعوى حصول الوضع على يد النبي صلى اللّه عليه و آله وحده قضية قابلة للمنع.[1]
النقطة
الثالثة: ثمرة البحث:
و
قد تسأل عن ثمرة البحث المذكور.
و
الجواب: أنها تظهر فيما إذا استعملت ألفاظ العبادات على لسان النبي صلى اللّه عليه
و آله من دون قرينة، فإنه يلزم حملها على المعاني الشرعية بناء على ثبوت الحقيقة
الشرعية، و على المعاني اللغوية بناء على عدم ثبوتها.
هذا
و ينبغي تقييد الثمرة المذكورة بما إذا جزم بأن الاستعمال قد
[1] و هذا أمر غريب، إذ قد تقدم منه أنه بناء على إمكان
تحقّق الوضع بنفس الاستعمال فدعوى تحقّق الوضع على يد النبي صلى اللّه عليه و آله
وحده قضية قريبة جدا، و من قطع بذلك فليس مجازفا، و الآن نراه يمنع ذلك، و لعلّه
إلى ذلك أشار بالأمر بالتأمل.