و نستخلص من
ذلك أن التدليل على العموم يتم بإحدى طريقتين:
الأولى
سلبية و هي الإطلاق، أي ذكر الكلمة بدون قيد.
و
الثانية إيجابية و هي استعمال أداة للعموم نحو «كلّ» و «جميع» و «كافة» و ما إليها
من ألفاظ.
و
قد اختلف الأصوليون في صيغة الجمع المعرف باللام من قبيل «الفقهاء»، «العقود»:
فقال
بعضهم: إن هذه الصيغة نفسها من أدوات العموم أيضا مثل كلمة «كلّ»، فأيّ جمع من
قبيل «فقهاء» إذا أراد المتكلم إثبات الحكم لجميع أفراده و التدليل على عمومه
بطريقة إيجابية أدخل عليه اللام فيجعله جمعا معرفا باللام و يقول: «احترم الفقهاء»
أو «أوفوا بالعقود».
و
بعض الأصوليين يذهب إلى أن صيغة الجمع المعرف باللام ليست من أدوات العموم، و نحن
إنما نفهم الشمول في الحكم عند ما نسمع المتكلم يقول: «احترم الفقهاء» مثلا بسبب
الإطلاق و تجرّد الكلمة عن القيود لا بسبب دخول اللام على الجمع، أي بطريقة سلبية
لا إيجابية، فلا فرق بين أن يقال: «أكرم الفقهاء» أو «أكرم الفقيه» فكما يستند
فهمنا للشمول في الجملة الثانية إلى الإطلاق كذلك الحال في الجملة الأولى، فالمفرد
و الجمع المعرفان لا يدلان على الشمول إلّا بالطريقة السلبية.
5-
أداة الشرط:
أداة
الشرط مثالها «إذا» في قولنا: «إذا زالت الشمس فصلّ» و «إذا أحرمت للحج فلا
تتطيّب»، و تسمى الجملة التي تدخل عليها