بعد
ان آمن الانسان باللّه و الاسلام و الشريعة، و عرف انه مسئول بحكم كونه عبدا للّه
تعالى عن امتثال أحكامه، يصبح ملزما بالتوفيق بين سلوكه في مختلف مجالات الحياة و
الشريعة الاسلامية، و باتخاذ الموقف العملي الذي تفرضه عليه تبعيته للشريعة، و
لاجل هذا كان لزاما على الانسان ان يعيّن هذا الموقف العملي، و يعرف كيف يتصرف في
كلّ واقعة.
و
لو كانت أحكام الشريعة في كلّ الوقائع واضحة وضوحا بديهيا للجميع لكان تحديد
الموقف العملي المطلوب تجاه الشريعة في كلّ واقعة أمرا ميسورا لكلّ أحد، و لما
احتاج إلى بحث علمي و دراسة واسعة، و لكن عوامل عديدة منها: بعدنا الزمني عن عصر
التشريع أدّت إلى عدم وضوح عدد كبير من أحكام الشريعة و اكتنافها بالغموض.
و
على هذا الاساس كان من الضروري ان يوضع علم يتولى دفع الغموض عن الموقف العملي
تجاه الشريعة في كلّ واقعة بإقامة الدليل على تعيينه.