الدليل
الشرعي غير اللفظي كلّ ما يصدر من المعصوم مما له دلالة على الحكم الشرعي و ليس من
نوع الكلام.
و
يدخل ضمن ذلك فعل المعصوم، فإن أتى المعصوم بفعل دلّ على جوازه، و إن تركه، دلّ
على عدم وجوبه، و إن أوقعه بعنوان كونه طاعة للّه تعالى دلّ على المطلوبية، و يثبت
لدينا صدور هذه الأنحاء من التصرف عن المعصوم بنفس الطرق المتقدمة التي يثبت بها
صدور الدليل الشرعي اللفظي.
و
يدخل ضمن ذلك تقرير المعصوم، و هو السكوت منه عن تصرف يواجهه، فانه يدلّ على
الإمضاء و إلّا لكان على المعصوم أن يردع عنه فيستكشف من عدم الردع الإمضاء و
الارتضاء.
و
التصرف تارة يكون شخصيا في واقعة معينة كما إذا توضأ انسان امام الإمام فمسح
منكوسا و سكت الإمام عنه، و أخرى يكون نوعيا كالسيرة العقلائية، و هي عبارة عن ميل
عام عند العقلاء نحو سلوك معين دون أن يكون للشرع دور إيجابي في تكوين هذا الميل،
و مثال ذلك الميل العام لدى العقلاء نحو الاخذ بظهور كلام المتكلم أو خبر الثقة أو