الكفّارة
فعّالة من الكفر- بالفتح- بمعنى التغطية. و قد سمّيت بذلك لانها تكفّر الذنب عن
المذنب، أي تمحوه و تستره و تغطيه[1].
و
قد اصطلحت شرعا على الجزاء الثابت على ارتكاب بعض الذنوب لسترها له في الجملة، فان
الستر الكامل و ان كان لا يتحقّق إلّا بالتوبة الصادقة إلّا انه يتحقّق بالكفّارة-
كما قلنا- في الجملة.
و
للكفّارات دور فعّال في التشريع الإسلامي من ناحيتين:
1-
انها تحول دون ارتكاب المؤمن للانحراف، فمتى ما علم انه لو أفطر في شهر رمضان
متعمّدا كان عليه صوم شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا أو عتق رقبة مثلا كوّن
ذلك عائقا عن تجاوزه و تعمّده للإفطار.
2-
تقوم بدور فعّال في تشكيل النظام المالي و الاقتصادي حيث ينتعش الفقراء بدفع
الكفّارات إليهم، بل ان في ذلك محاولة واضحة للحدّ من الرقّ و السعي نحو التحرير و
العتق.
ثم
ان الكفّارات لها أقسام أربعة: فتارة تكون كفّارة مرتّبة، و أخرى كفّارة