من
جملة الأحكام التي يذكرها الفقهاء للماء كونه طاهرا في نفسه و مطهّرا لغيره. و
يستدلون على ذلك عادة بجملة من الوجوه، أحدها الآية الكريمة المذكورة و الآية رقم
2.
و
قد جاءت هذه الآية الكريمة في سياق استعراض جملة من النعم الإلهية التي امتنّ بها
سبحانه على عباده، فهو الذي أرسل الرياح المبشّرة برحمته- و هي المطر- و هو الذي
أنزل من السماء ماء طهورا.
و
تقريب دلالتها على المطلوب واضحة، فان «طهور» على وزن فعول، و هو بمعنى وسيلة
التطهير، أي ما يتطهّر به، كما هو الحال في السحور و الفطور و الوضوء، فانها بمعنى
ما يتسحّر به و ما يفطر به و ما يتوضّأ به.
و
قد جاء استعمال كلمة «طهور» في هذا المعنى في جملة من النصوص، كقوله صلّى اللّه
عليه و آله: «جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا. و أيّما رجل من أمتي أراد
[1] الفرقان: 48، و ما بعدها لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً
مَيْتاً وَ نُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَ أَناسِيَّ كَثِيراً.