2-
يجب على المؤمنين حفظ فروجهم كما يجب على المؤمنات ذلك.
الحكم
الأول
أما
بالنسبة إلى الحكم الأول فقد يفهم من وجوب الغض حرمة النظر، فالمؤمن إذا وجب عليه
غض بصره عن المؤمنة فهذا يعني حرمة نظره إليها، و هكذا الحال في المؤمنة فانه إذا
وجب عليها غض بصرها عن المؤمن فهذا يعني حرمة نظرها إليه.
و
من هنا استدل بهاتين الآيتين الكريمتين على حرمة نظر كلّ واحد إلى غير مماثله.
إلّا
ان ذلك قابل للتأمّل باعتبار انه ليس المراد من غض البصر ترك النظر رأسا بل بمعنى
عدم الطمع في الشيء و جعله مغفولا عنه.
و
للتوضيح أكثر يمكن ان نقول: ان غض البصر عبارة أخرى عن إطباق الجفنين أو التنقيص
من النظر و تقليله[1]، و لا
إشكال في ان هذا المعنى ليس هو المقصود في الآية الكريمة، إذ لا يحتمل ان الرجل
يلزمه حينما يواجه المرأة إطباق جفنيه أو تنقيص نظره، و هكذا الحال بالنسبة إلى
المرأة حينما تواجه الرجل بل يكفي عدم النظر و لو من دون إطباق الجفن أو تنقيص
النظر.
و
عليه يعود المقصود من الأمر بغض البصر مشتملا على احتمالين:
أ-
ان يراد به الطريقية إلى تحقيق ترك النظر، فبدلا من تحريم النظر أمر بغض البصر.
ب-
ان يراد به طلب غفلة كلّ صنف عن غير مماثله و عدم طمعه فيه. و هذا
[1] كما في قوله تعالى: وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ
لقمان: 19، أي نقّص منه. انظر مفردات الراغب: 607، و مجمع البحرين 4: 218.