responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام نویسنده : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 223

و الذي يمكن ان نستفيده من هذه الآيات الكريمة و ما هو بمضمونها عدّة نكات:

1- يجب على المسلمين جهاد الكفار لدعوتهم إلى الإسلام فان قبلوا ذلك فهو المطلوب و إلّا لزم تطهير الأرض من لوث وجودهم. و هذا المقدار لا خلاف فيه بين المسلمين لصراحة الآيات الكريمة فيه، و يمكن عدّه لأجل ذلك من ضروريات الإسلام.

2- ان هذا الوجوب لا يختصّ بطائفة من المسلمين دون أخرى بل هو ثابت في حق الجميع من دون امتياز، غايته إذا تصدّى له من به الكفاية فلا يحتمل بقاء الوجوب في حقّ البقية لأنّه لغو.

3- ان هذا الوجوب لا يختصّ بزمان حضور الإمام عليه السّلام بل يعم زمان غيبته أيضا، فان الآيات الكريمة من هذه الناحية مطلقة، و لا بدّ من التمسّك بإطلاقها إلّا ان يقوم دليل على التقييد، و هو لا يخلو من أحد أمور ثلاثة:

أ- التمسّك بصحيحة أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: «كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون اللّه عز و جل»[1] و غيرها مما دلّ على حرمة الخروج بالسيف قبل قيام القائم عجل اللّه فرجه.

و الجواب: انها ليست ناظرة إلى قتال الكفار للدعوة إلى الإسلام بل ناظرة إمّا إلى الثورات الداخلية التي كان يقوم بها البعض ضد السلطة العباسية بدوافع خاصّة لا يرتضيها أهل البيت عليهم السّلام، أو إلى الحركات التي كانت تشهدها الساحة بين آونة و أخرى تحت شعار المهدوية، انه لا بدّ من الحمل على ذلك و إلّا كيف يحتمل ان الراية التي تتحرك لنشر الإسلام على سطح الأرض و القضاء على الكفر بنية صادقة من دون ان يستلزم تحركها إراقة دم المسلمين هي راية ضلال‌


[1] وسائل الشيعة 11: 37، الباب 13 من أبواب جهاد العدو، الحديث 6.

نام کتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام نویسنده : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست