هذا و قد
تفسّر الآية الكريمة بتفسير آخر، و هو ان الحاج بعد إتمامه لأعمال الحج تغفر له
جميع ذنوبه سواء نفر في اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر شريطة اتّقائه المحرّمات
حالة الإحرام.
و
بناء على هذا التفسير تكون الآية الكريمة من آيات الأحكام من الناحية الأولى فقط.
جاء
في الحديث ان العرب كانت في الجاهلية إذا فرغت من الحج مكثت في منى فترة تتفاخر
بالآباء فنزلت الآية الكريمة لترد على هذه العادة الجاهلية و تبدّلها بذكر اللّه سبحانه[2].
و
إذا كان في الآية الكريمة قصور في الدلالة على رفض العادة الجاهلية و الرد عليها
فلا قصور في دلالتها على رجحان ذكر اللّه سبحانه بعد الفراغ من أعمال الحج.
ثم
ان ظاهر الآية و ان كان يقتضي وجوب ذكر اللّه سبحانه بعد أعمال الحج إلّا انه لا
بدّ من رفع اليد عن ذلك و الحمل على الاستحباب لتسالم الأصحاب على عدم الوجوب.