فقال: ليقرأ
قراءة وسطا يقول اللّه تبارك و تعالى:
وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها»[1].
و
يحتمل على بعد ان يكون المراد من الصلاة معناها اللغوي، أي عند الدعاء لا تجهر
بصوتك و لا تخافت به. و القرينة على ذلك صدر الآية الكريمة، إذ ورد فيه:
قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ
الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ
بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا[2].
إلّا
ان هذا الاحتمال مضافا إلى مخالفته لظاهر الآية الكريمة في نفسها و للرواية
الصحيحة المتقدّمة يتعارض مع ما دل على مطلوبية الإخفات في الدعاء، كما في قوله
تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً[3].
تدل
الآية الكريمة على طلب الاستعاذة باللّه من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن.
و
المراد التعوّذ قبل القراءة لا أثناءها أو بعدها و ان كان لفظ الآية ربما لا يساعد
على التخصيص به إلّا ان العلم من الخارج و مناسبات الحكم و الموضوع تقتضي تعيين
ذلك. و ذلك نظير «إذا أكل فليسمّ اللّه»[5]
و إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ[6].
[1] وسائل الشيعة 4: 773، الباب 33 من أبواب القراءة في
الصلاة، الحديث 3.