و اخذ ما هو
الصحيح منه و هجر الضعيف فهو يصرح في مقدمة كتابه عند استعراض المصادر التي
اعتمدها بضعف جملة منها و لكن بالرغم من ذلك احتفظ بها في كتابه كما يحتفظ البحر
بالجوهر و غيره و على الغائص التمييز و اخذ الأول و هجر الثاني.
فمن
عبائره التي نفهم منها عدم اعتماده على جميع المصادر قوله ص 14 من الجزء الأول «و
كتاب مصباح الشريعة و مفتاح الحقيقة المنسوب إلى مولانا الصادق عليه السّلام».
ان
تعبيره بكلمة «المنسوب» يدل على عدم اعتقاده الكامل بصحة الكتاب.
و
قوله ص 16: «و الكتاب العتيق الذي وجدناه في الغري صلوات اللّه على مشرّفه تأليف
بعض قدماء المحدثين في الدعوات. و سميناه بالكتاب الغروي».
و
قوله ص 17: «و كتاب التمحيص لبعض قدمائنا».
إلى
غير ذلك من المواضع.
و
على هذا لا يصح ان نحكم على ما هو المذكور في البحار بالصحة بنحو الايجاب الكلي
كما و لا يمكن الحكم بعدم الصحة بنحو السلب الكلي.
أجل
بما ان المصادر المعتبرة التي اعتمد عليها المجلسي كالكتب الأربعة و غيرها موجودة
بايدينا فيكفينا مراجعتها بلا حاجة إلى مراجعة البحار إلّا من جهة الايضاحات و
البيانات التي قام بها قدّس سرّه. و تبقى بقية المصادر التي ليست بايدينا حيث انها
ضعيفة فلا نكون بحاجة إلى مراجعة البحار من ناحيتها.