لقدْ دعَوكُمْ للنِّزالِ فانزلوا
وَهذه السهامُ منهمْ رُسُلُ
فَاقْتَتَلُوْا مِنَ النهارِ ساعة
قضى مِنَ اَلصَّحْبِ بها جَماعة
منْ بعدما جَثوا لَهم على الرُّكَبْ
وَأوْرَدوهمُ الدمارَ والعَطَبْ
وَالسبطُ لمّا قامت الحربُ على
ساقٍ وجَلَّ أمرُها واستفحلا
خُيِّرَ ما بَيْنَ لِقاءِ رَبِّهِ
وَنصْرِه على العِدا في حَرْبِه
فَاخْتَارَ مِنْ ذلك أنْ يلقاهُ
قدْ خَضَّبَتْ شَيْبتَهُ دِماهُ
وَقَدْ دَعا هَلْ مِنْ مُغيثٍ ناصرِ
ينصُرُنا على الْعَدُوِّ الغادرِ
هَلْ ذائِدٌ عَنْ حُرَمِ الرِّسالَةْ
يَدْفَعُ أهلَ البغيِ والضَّلالَةْ
فصلٌ
في سعادة الحُرِّ رحمة الله
وَأقبلَ الحُرُّ إلى ابْنِ سَعْدِ
لعله يُسِرُّ ما لا يُبْدي
قالَ له ما أنتَ قُلْ لي فاعلُ
هل أنتَ لاِبْنِ فاطمٍ مُقاتِلُ
قال: نَعمْ حرباً تُسِيلُ الأنْفُسْ
وُتَسْقُطُ الأيدي به والأرؤُسْ
وَمُذْ رآه عازماً مصمِّما
محارباً حُجَّةَ جبَّارِ السما
مضى وقد عراه مِثْلُ الإفْكَلِ
وصارَ عنْ أصحابِه في مَعْزِلِ
فارْتابَ بعضُ[1] صحبِه في أمرِه
وَما درى بما جرى في فِكْرِه
فقال ما هذا الّذي منك بَدا
وَلمْ أجِدْ أشْجَعَ منكَ أحَدا
[1] هو المهاجر بن أوس.