وَقَدْ ثَبَتُوْا هِضابَ حِجَىً بِيْومٍ
تَطِيْشُ بِهِ الْبَصائِرُ وَالْعُقُوْلُ
وَجادُوْا بِالنُّفوْسِ وَلَيْسَ فِيْهِمْ
فَتَىً بِنَفِيْس مُهْجَتِهِ بَخِيْلُ
وَقَدْ هَدْ الإمامَ مُصَابُ شِبْلٍ
تَحامَتْهُ الضّرَاغِمُ والَشُّبُوْلُ
رَآه عَلى الثَّرى شِلْواً فَنادى
وَجارِيْ دَمْعِ مُقْلتِهِ هَمُوْلُ
على الدُّنْيا العَفاءُ فَما أَراها
تَطِيْبُ وَأَنْتَ مُنْعَفِرٌ جَدِيْلُ
لَكُنْتَ الكَوْكَبَ الدُّرِيَّ ضاءَتْ
أَشِعَتُّهُ فَفاجَأَهُ الأُفُوْلُ
وَكُنْتَ الْغُصْنَ أَوْرَقَ مِنْهُ عُوْدُ
الرَّجا غَضّاً فَفاجَأهُ الذُّبُوْلُ
قَصُرْتَ مُهَنَّداً وَقَصُرْتَ عُمْراً
وَفي الْعَلْيا لَكَ الباعُ الطَّوِيْلُ
في مديح أبي جعفر محمد بن الإمام علي الهادي +
وقد اقترحت عليه القافية
أَلا يا ابْنَ الإِمامِ سَقى مَحَلاً
بِهِ مَثْواكَ صَوْبُ حَيَاً مُلِثُّ
لأَِمْلاكِ السَّما فِيْهِ مَقامٌ
وَفِيْهِ لِرَحْمَةِ الْجَبّارِ مُكْثُ
وَكَمْ عَنْ قاصِدِيْهِ زالَ كَرْبٌ
وَكَمْ لِمُؤَمِّلِيْهِ لُمَّ شَعْثُ
لَقَدْ ظَهَرَتْ فَضائِلُهُ فَأَضْحَتْ
مَطِيُّ بَنِيْ الرَّجاءِ لَهُ تُحَثُّ
عَلا مِنْهُ فنا مجدٍ فأَضْحى
لِهَيْكلِكَ المُقَدَّسِ فِيْهِ لَبْثُ
وَفِيْهِ مِنْكَ زاكِيْ النَّجْرِ[1] نَدْبٌ
طَوِيْلُ الباعِ سَهْلُ الخُلْقَ دَمْثُ
وَكُنْتَ وَلِلإمامَةِ كُنْتَ أَهْلاً
بِذاتِكَ والفخارُ الجَمُّ إرْثُ
[1] النَّجْرُ: الأَصْلُ.