وَبايَعَتْهُ النّاسُ طَوْعاً وَرِضا
بَيْعَةَ حَقٍ لَمْ يَجُزْ أَنْ تُنْقَضا
دَلَّ عَلَيْهِ الطَّبْعُ لِلْحَصاةِ
كما الَّتي في خَبَرِ الثِّقاتِ
فَهْوُ إمامُ الخَلْقِ بالإِجْماعِ
بَعْدَ الأَبِ الطُّهْرِ بِلاَ نِزاع
وَقَدْ جَرى عَلَيْهِ مِثْلُ مَا جَرى
عَلى أَبِيْهِ بَعْدَ سَيّدِ الْوَرى
فَمَنْ عَصاهُ ما عَصاهُ وَحْدَهُ
عَصى الإِلهَ وَالنَّبِيَّ جَدَّهُ
في بيعته لمعاوية لعنه الله
بايَع كَرْهاً لا عَنِ اخْتِيارِ
خَوْفاً مِنَ الطُّغاةِ والفُجّارِ
وَقِلّةِ الأَنْصارِ والأعوانِ
وَكَثْرةِ النِّفاقِ والخِذْلانِ
وَما بِهِ أَدْرى وَفِيْه أعْلَمُ
فطالما تَخْفى علَينا الحِكَمُ
بَيْعَةُ كَرْهٍ نالَها مُعاوِيَةْ
وَهْيَ على البَصِيْرِ غَيْرُ خافِيَةْ
سَعى لنَيْلِها بِكُلّ حِيْلَةْ
تَمَّتْ بِقَتْلِ ابْنِ النَّبِيِّ غِيْلَةْ
خَذَّلَ عَنْهُ الصَّحْبَ وَالأَنْصارا
وَأَنْفَقَ الدّرْهَمَ والدِّينارا
وَاسْتَعْمَل الْحِيْلَةَ وَالْخَدِيْعَةْ
وَحادَ عَنْ منَاهِجِ الشَّرِيْعَةْ
وَما وَفى بِما عَلَيْهِ اشْتَرَطا
عَنْ قُدْرَةٍ مُعْتَمِداً لا عَنْ خَطا
كيفَ وَمَهْما انْتَفَتِ الشُّرُوْطُ
فإنَّهُ لا يَسْلَمُ الْمَشْرُوْطُ
قالَ وَما اسْتَحْيى أمامَ الأُمَمِ
كُلُّ اشْتِراطٍ فَهْوَ تَحْتَ قدمِيْ
كَمْ لاِبْنِ هِنْدٍ سَيّئاتٍ مُوْبِقَةْ[1]
صَريْحَةٌ في الكُفْرِ أَوْ في الزَّنْدَقَةْ
[1] مُوْبِقَة: مُهْلِكَة.