فصلٌ
في كيفية قتلهعليه السلام
ورامَ ثَوباً مِنْه إذ يُجَرَّدُ
لا يَرْغَبَنَّ فيه مِنهمْ أَحَدُ
جيءَ بتَبّانٍ فَقالَ كَلاّ
هذا لِباسُ مَنْ عَنى وذَلاّ
وَمُذْ رَأى الرِجْسُ ابنُ وَهبٍ حالَه
وَما مِنَ القَومِ الطّغامِ نالَه
أُثْخِنَ بالجِراحِ وَالآلامِ
وَصارَ كالقُنْفِذِ بالسِهامِ
أَصابَه بطَعْنَةٍ في الجَنْبِ
خَرَّ لَها مِنْ فَوقِ وَجْه التُرّبِ
وقَدْ بَدَتْ زَينَبُ مِنْ خِبائِها
ذاهلَةً بالخَطْبِ عَنْ بُكائِها
نادِبَةً تَصيحُ وا أَخاه
وا أَهلَ بَيْتاه وسَيداه
وصاحَ شِمرٌ بالرِجالِ عَجِّلُوا
عليه ما تَنتظِرونَ فاَحْمِلُوا
وا أَسَفاه حَمَلُوا عَلَيه
مِنْ كُلِّ جانِبٍ أَتَوا إليه
قَدْ ضَرَبُوا عاتِقَه المُطهراْ
بِضَرْبَةٍ كَبا لها على الثَرى
صارَ وقَدْ أَعْيا وَقَدْ أَضَرّاْ
يَنوءُ تارَةً وَيَكْبو أُخْرى
لم يَسْتَطِعْ ممّا به قِياماْ
يَسْقِطُ كُلّما نُهوضاً رَاما
نَفْسي فِداه ما الّذي يُلاقي
مِنْ طَعْنه بالرّمْحِ في التَراقي
نَفْسي فِداه ما جَرى مِنْ أَمْرِه
مُذْ طَعَنُوه في بَواني صَدْرِه
نَفْسي فِداه ما الّذي قَدْ نابَه
مُذْ نَزَعَ السَهمَ الّذي أَصابَه
فِداه كُلُّ ما جَرى عَلَيه
لمّا مَلا مِنْ دَمِه كَفَّيه
وصارَ مِنْ دِمائِه يَخْتَضِبُ
وَقَلْبُه مِنَ الظَما يَلْتَهبُ