فيهم مخائل الشهامة والفتوة، وشمائل البسالة والنخوة، قد تثقفوا
بأدب آبائهم، وحافظوا على مزايا القومية وسجاياهم العربية، ليس فيهم زهو ولا طيش،
ولا عبث بهم الشباب، ولا أبطرتهم خمرة الزعامة، تشابهت غرائزهم فمثّلوا شخصية
واحدة متسلسلة من ذلك الدم الطاهر ومتفرعة من تلك الأرومة الشامخة حفظهم الله من
كل طارق سوء واقرّ بهم عيون آبائهم، وأحيا فيهم مآثر أسلافهم 0
أما (الحاج مهدي) (سلمه الله تعالى) فليس عنده من الأولاد الذكور إلا
ولد واحد وهو (الحاج مالك) (حرسه الله تعالى) وقد ألمعنا إلى ذكره فيما مضى من هذه
الترجمة 0
ولولا ضيق المجال لأفردنا لمزاياه ومآثره فصلًا مستقلًا في هذه
الفرصة فهو ممن تخلد ترجمته لتكون موعظة حسنة لمن يقراها ويتدبرها 0