responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج الهدى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 12

المطلب الرابع في النبوة والرسالة وفيه مسائل‌

المسألة الأولى النبي مرسل من قبل الله‌

أن النبي هو الإنسان المرسل من قبل الله بلا واسطة أحد من البشر لتبليغ التكاليف والأحكام إلى المكلفين من الخلق والنبوة تكون على قسمين:

(الأول) النبوة العامة وهي أن يكون النبي مرسلًا إلى عموم الخلق وجميع الأمم كنبوة محمد (ص).

(الثاني) النبوة الخاصة وهي أن يكون مرسلًا إلى أمة خاصة كصالح إذ أرسله الله إلى قبيلة ثمود.

المسألة الثانية بعثة الأنبياء واجبة على الله‌

في أن بعثة الأنبياء واجبة على الله تعالى وذلك لما بيناه سابقاً من أنه يجب على الله تعالى وضع تكاليف تقرب الناس إلى الصلاح وتبعدهم عن الفساد وتصلح شؤون نفوسهم وامور معاشهم وضروريات حياتهم وهذه التكاليف إنما تحصل بها إرشاد الخلق إلى ذلك إذا عرفوها وبلغوا بها ومن المعلوم أن التبليغ إنما يكون بواسطة الرسل المرسلين والأنبياء المبعوثين من قبل رب العالمين.

المسألة الثالثة أنه يشترط في النبي أمور:

(الأول) العصمة عن الذنوب وذلك لأنه إذا جاز عليه ارتكاب المعصية لم يحصل الوثوق بصحة قوله لاحتمال الكذب فيه وإذا لم يحصل الوثوق بقوله لم تحصل الاطاعة لأمره ونهيه فتنتفي فائدة بعثه وإرساله.

(الثاني) أن يكون معصوماً عن الذنب في أول عمره قبل بعثه وإرساله وذلك لأن من صدرت عنه المعاصي في أول عمره وعرف بارتكاب الكبائر والصغائر في مبدأ أمره لا تكاد القلوب تنقاد إلى طاعته فتنتفي فائدة بعثه ورسالته: وإن شئت أن تزداد بصيرة في ذلك فاختبر نفسك فهل تراها تتعظ بواعظ كان يفعل القبائح ويرتكب الرذائل ويعصي الله سراً وعلانية.

(الثالث) أن لا يصح عليه السهو والخطأ لأن لا يخطأ فيما أوحى إليه ويسهو فيما بلغ به فلا يؤدي جميع ما ارسل به فتنتفي فائدة بعثه وإرساله مع أنه لا تثق القلوب به ولا تطمئن النفوس فيه فلا تركن الطباع إليه فيكون ارساله لا فائدة فيه.

(الرابع) أن يكون أفضل أهل زمانه في سائر صفات الحسن والكمال لقبح تقديم غيره عليه مضافاً إلى أنه لو لم يكن كذلك لكانت أطباع أهل الكمال تنفر منه وتأبى الخضوع له فلا تنقاد إليه فينتفي الغرض من بعثه لهم وإرساله فيهم.

(الخامس) أن يكون منزهاً من دناءة الآباء وفجور الأمهات ومتجنبً عن ارتكاب ما هو مستهجن كالأكل على الطريق والإساءة إلى الرفيق ومجالسة الأرذال ومصاحبة الأنذال وأن لا يكون ذا مهنة حقيرة وحرفة دنيئة كأن يكون حجاماً أو زبالًا وأن لا تكون أخلاقه سيئة كأن يكون متصفاً بالحقد والحسد والفضاضة والغلظة وأن لا يكون مبتلياً بأمراض منفرة للناس عنه كالبرص والجذام فان ذلك كله موجب لسقوط محله من القلوب ونفرة الطباع منه فلا تنقاد النفوس إليه ولا تأخذ بأحكامه فلا تحصل فائدة في إرساله.

نام کتاب : نهج الهدى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست