نعم ظاهر أكثر الفقهاء ان لم يكن كلهم على إعتبار الاخبار الضعاف في
اثبات المندوبات و المكروهات فقد حكى غير واحد بأنها تثبت بالروايات الضعيفة الغير
المنجبرة لا بالقرائن و لا بالشهرة بل حمل الاخبار الدالة على الوجوب و الحرمة على
الاستحباب و الكراهة عند ضعف سندها و عدم الجابر لها و قد إستظهر المنع من التمسك
بأدلة التسامح من الصدوق (ره) و شيخه في باب صلوة يوم غدير خم و الثواب المذكور
لصومه و عن المنتهى المنع أيضا في موضعين و عن المدارك في باب الوضوء إن ما يقال
من إن ادلته يتسامح فيها منظور فيه لأن الاستحباب حكم شرعي يتوقف على دليل شرعي و
ان حكي عن صاحب المدارك انه رجع عن ذلك في باب الصلوة بل عن ظاهر العلامة أيضا
الرجوع عن ذلك، و استدل القائلون باعتبار الخبر الضعيف في السنن بأمور ثلاثة:-
الأول: الأجماعات المنقولة فقد حكي عن الوسائل نسبة ذلك إلى الاصحاب
مصرحا بشمول الادلة للمكروهات أيضا و عن الذكرى نسبته لأهل العلم و عن الشيخ
الانصاري نسبته للمشهور عند أصحابنا و العامة بل قد إشتهر عنهم القول بالتسامح في
أدلة السنن.
و الثاني: العقل لحكمه بحسن اتيان ما يحتمل مطلوبيته للمولى و رجحان
ترك ما يحتمل مكروهيته للمولى.
الثالث: الاخبار المستفيضة أو المتواترة معنى مع تلقيها بالقبول من
الاصحاب و عملهم بها مع صحة بعضها كالصحيح المروي في المحاسن عن هشام بن سالم عن
أبي عبد اللّه (ع) أنه قال: «من