الرواية الضعيفة مع الاستناد في فتواهم الى
تلك الرواية الضعيفة كما حكموا بالطواف بين البيت و المقام إستنادا لرواية ضعيفة
تدل على ذلك فقد ذهب الكثير إلى أن هذه الشهرة توجب حجية الرواية الضعيفة و هو
الحق لحصول الثقة بصدورها. نعم الشهرة في الرواية التي هي عبارة عن كثرة نقلها و
يقابلها الندرة و الشذوذ في الرواية و هي عبارة عن عدم إشتهار روايتها، و في كتب
الاخبار قد جعلوا بابا للنوادر يريدون به الاخبار التي لا مثيل لها في الدلالة على
مطلبها أو كان و لكن قليل جدا و لا معارض لها و لا كلام في صحتها.
و الشهرة من المرجحات للرواية في باب التعارض بمعنى أن الرواية إذا
إشتهر نقلها بين الأصحاب ترجح على الرواية المعارضة لها إذا لم تكن بمثابتها في
الشهرة و ذلك لما في مقبولة عمر بن حنظلة و مرفوعة زرارة الواردتين في مورد تعارض
الروايات من أمره (ع) بالأخذ بما إشتهر بين الاصحاب كما أنها موجبة لحجية الرواية
و إن كانت ضعيفة السند لكونها موجبة للوثوق بصدورها و لقوله (ع) فيما تقدم بالأخذ
بما إشتهر بين الاصحاب لكن بشرط عدم إعراض الاصحاب عنها من جهة صدورها و إلا
فذكرها و المناقشة في دلالتها و إعراضهم عنها من جهة دلالتها لا يوجب و هنها إذ لو
لم تكن معتبرة الصدور لناقشوا في الصدور لا في الدلالة، فان اعراضهم عنها مع كونها
بمرأى منهم و مسمع يوجب و هنها و عدم الوثوق بصدورها أو ضعف دلالتها.
و بهذا تعرف وجه ما ذكره القوم من أن الشهرة في الفتوى عند القدماء
موجبة لضعف الروايه المخالفة لها و ان كانت صحيحة بحيث توجب الشهرة خروج الرواية
الصحيحة عن الحجية لعدم الوثوق إذ ذاك بصدورها.