الخامس عشر مذهب الصحابي و هو القول و العمل الذي يصدر من الصحابي
المشتهر بالفقه و الفتوى و لديه الملكة الفقهية من دون أن يعرف له مستند في
الواقعة فأنه يدل على حكمها.
و استدلوا على حجيته بأن الصحابة كانوا أقرب الناس للنبي (ص) فهم
أعلم الناس بسنته و بقول النبي (ص) «أصحابي كالنجوم بأيهم أقتديتم اهتديتم» و ينسب
لمالك و ابن حنبل الاعتماد على قول الصحابي و هو مؤخر عندهم عن الاجماع و مقدم على
القياس و اختار الآمدي أنه ليس بحجة و قد عده الغزالي من الاصول الموهومة و الحق
أنه لا دليل لنا على حجيته إذ لعل الصحابي إستند قوله لحدسه و رأيه و قد أخطأ فهو
نظير فتوى المجتهد ليس بحجة على الغير و الحديث لا يدل على لزوم العمل و الاقتداء
برأي الصحابي و لعله يراد به الأخذ بروايته لا برأيه مضافا إلى ضعف الحديث كما في
كتاب الاحكام و اعلام الموقعين و التقرير و التحبير.
نعم قول الصحابي كنا نفعل كذا و نصنع كذا و نقول كذا عند رسول اللّه
(ص) هو داخل في نقل السنة فهو من الخبر الواحد لتقرير الرسول (ص).