responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فوزالعباد في المبدأ والمعاد نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ مرتضي    جلد : 1  صفحه : 35

الفائدة التاسعة

قد ذم الله الكبر في كتابه العزيز في عدة مواضع قال عز من قائل" كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ" و قال" سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ" و قال" وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ" و قال" فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ" و قال" فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ" و قال" إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" و قال" وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" و في الحديث الكبرياء ردائي فمن نازعني فيه القيته في جهنم و في آخر من تعاظم في نفسه و اختال في مشيه لقى الله و هو عليه غضبان و في ثالث لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة خردل من كبر و الخلاصة ان ذم الكبر في الكتاب و السنة لا يستقصى و لنعم ما قيل:

ما بال من أوله نطفة

يصبح لا يملك تقديم ما

و جيفة آخره يفخر

يرجو و لا تاخير ما يحذر

ومن محاسن الكلم ليس لمعجب رأي و لا لمتكبر صديق و قيل من تردى برداء الكبر تمنى الناس ذلته كيف و هو نتيجة العجب و الحسد و الحقد و يفوقها بلحاظ الامتياز على الغير و افته عظيمة و غائلته هائلة وهو الحجاب الأعظم و به هلك الخواص حتى قيل في حديث آفة العلم الخيلاء ان ذلك لما يتعزز حامله بعز العلم فيستشعر جماله و كماله و يستعظم نفسه و يستحقر من سواه و ينظر إليه نظره إلى البهائم و يرى نفسه في اخرته أنه افضل عند الله فيخاف على غيره اكثر مما يخاف على نفسه و يرجو لنفسه اكثر مما يرجو لغيره و حتى افرط بعض فقال و ناهيك ما يراه من استحقاق بدأته بالسلام و تقبيل يده فإذا هو بدأ احدا بالسلام رأى ان ذلك صنيعة له عنده و يدا يلزمه شكرها إلى ان قال و السبب في ذلك اما لان العلم الذي طلبه من العلم الادنى فليس بنافع له و إنما العلم ما عرف به العبد ربه و خطر أمره عند لقاء ربه و هو الذي يثمر الخشية و التواضع دون الامن والكبر أو لانه خاض في العلم و هو كدر النفس ردي‌ء الدخلة خبيث الجوهر سي‌ء الذات قد تمكنت فيه الملكات الذميمة والاخلاق اللئيمة فلم ينجم غرسه و لم يطلب ثمره و لا علاج له في ذلك الا بتنقية نفسه عن مثل هذه الصفات و عن متابعة الهوى فانه من اوثق عرى الحبائل الشيطانية

الفائدة العاشرة

يستحيل ان يكون تكون العالم و قيامه من غير الفيض الإلهي و قوته السارية في طبيعة الموجودات باسرها إذ لو توهم و لو لمحة خطور امساك هذا الفيض لانعدم العالم بتمامه للوقت و لأنمحا بكليتة للحال و لكان الفناء الأكبر فما عليه الطبيعيون من استناد وجود الكائنات و قيامها إلى انتخاب الطبيعة مع تسليمهم ان لا شعور و لا اختيار للطبيعة فمن الحماقة بمكان كيف و ما لا شعور له لا ينفعك اثره عن الصدفة و الاتفاق و ما كان عن صدفة و اتفاق مما يستحيل ان يكون كما عليه العالم من اتقان الصنع المشحون بضروب الحكم و بدائع النظم و دقائق التدبير مماقام به ملكوت السماوات و الأرض و ما بينهما و ما حفظ به نظام الكون باسره و صونه عن الفساد المفضى إلى العدم و ما استقامت به مصلحة كل موجود حي مما حارت به أفهام أولي الالباب و لن يزالوا بعد في أول البحث كما تراه في علوم النباتات و حيوة الحيوانات و التاريخ الطبيعي فهذه الحكم التي نعرفها الآن من وضع كل شي‌ء موضعه و ايتاء كل محتاج ما إليه الحاجة به مما لا يعقل ان يكون صدورها عن‌

نام کتاب : فوزالعباد في المبدأ والمعاد نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ مرتضي    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست