responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غاية المأمول نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 217

الشرع مع توقف الشرع عليه دون ظاهر وثبوت الواجب تعالى مما يستقل به العقل ولا دخل فيه للشرع قطعاً وكذا قدرته وحكمته وعلمه إلى غير ذلك.

نعم جرى الخلاف في أمر آخر وهو إن إدراك العقل هل هو باللزوم والاقتضاء أو بجعل الشارع بمعنى إن الله أجرى عادته على خلق العلم بعد النظر في المقدمات والتأمل في القضايا المحصلة للإنتاج فالعقل إذا ظرف تنطبع به صور المعلومات بجعل صور الأشياء تبارك وتعالى وهذا مما بنى عليه الحسن الأشعري وخالف فيه أرباب العقول كما هي عادته بناءً على أصله الباطل وهو إن جميع الأفعال بل الكيف والانفعالات مفعولة لله تعالى وإن الله خالق كل شي‌ء قبيحاً كان أو حسناً طاعة أو معصية نقصاً أو غيره.

فالعلم إذا من مخلوقات الله تعالى سوى كان اعتقاد حق أو باطل كعلوم أهل الأديان الباطلة واعتقاداتهم وهذا أمر تفرد عنه العقلاء من البراهمة والثنوية وغيرهم بجميع العلوم عادية عنده وليس هناك علم عقلي حتى العلم بأن الواحد نصف الاثنين وأن النقيضين لا يجتمعان والكل أكبر من الجزء والجزء أصغر من الكل إلى غير ذلك. فأصل استفادة العلم من العقل ولو بطريق الكسب إجماعي لا خلاف فيه إلّا من بعض السوء فطابقة الذين كذبوا الحس والعقل محتجين بأن كلًا منهما يصيب مرة ويخطأ أخرى فلا معول عليهما، وجوابه: إنها شبهة في مقابلة الواجدان والبديهة فلا تسمع وجلها إن ما ذكروه يقتضي فساد العلم بالعلم لا فساد نفس العلم وذاك ما انكشف فساده ظهر أنه ليس بعلم وهو لا يقتضي فساد جميع العلوم فحال العلم هنا كحال المعلوم في أن تبدل العلم لايقتضي ببدله وبهذا البيان ظهر لك فساد ما ذكروه بعض المتأخرين من أصحابنا في عدم التعويل على العقل وعلمه من أنا نرى أرباب العقول مختلفين فبعض يكفر بعضاً بل الشخص الواحد قد يرى رأياً مباحاً فيعدل عنه ليلًا أو ليلًا فيعدل عنه صباحاً.

والحاصل اختلاف العقل وتبدله دليل عدم اعتباره وهذه كما ترى شبهة السوء فطابقة وبطلانها بنحو ما ذكرنا غير خفي وليت شعري هذا الفاضل مع علو قدره وجودة فكره كيف يذكر مثل هذا وفيه فساد الدين ونقض شريعة سيد المرسلين فإن الاختلاف جارٍ في أصول الدين مر في وجوب وجود رب العالمين مع أن ما ذكره يقتضي عدم العلم بالحس فإنه قد يقع الغلط فيه وأقليته لا تقتضي إلّا أنه أقرب إلى الصواب.

وأما أصل العلمية فمنتفٍ أيضاً هذا مع أن الكتاب العزيز مملوء من الآيات الدالة على اعتبار العقل ولزوم الرجوع إليه قال الله تعالى‌ [إِنّ في ذَلِكَ لآياتٍ لأُولي الأَلْبابِ‌] [لأُولي النّهَى‌] [لِقَوْمٍ يَعْقِلونَ‌] [أَفَلا يَعْقِلونَ‌] [وَلكِنّ أَكْثَرهم لا يَعْقِلونَ‌] [ذلكَ‌

نام کتاب : غاية المأمول نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست