القاضية بالحمل على ذلك ولأستبعاد حصول الاشتهار بعد زمن الصدور مع توفر الدواعي له ذلك الوقت ولما يظهر من كلام اللغويين عند تعداد المعاني وان كان له معنى لغوي وعرف خاص غير العرف الشرعي فلا يبعد الحمل على المعنى اللغوي الّا مع معلومية تاريخ العرف فيقوى القول بتأخر الصدور عنه ولو وجد في كلام اللغويين معنى او معاني ووجد اليوم في عرفنا معنى مغاير لتلك المعاني حمل اللفظ على المعنى المذكور في كتبهم او المعاني وحكم بتجدد المعنى الحادث بعد الصدور لحصول الظن بذلك، إذ لو كان المعنى الحادث مقارناً الزمان الصدور لذكروه سيّما وكثير منهم متصدون لتفسير غريب الكتاب والحديث ولو كان المعنى المذكور مهجوراً عندهم لما ذكروه وتركوا ما هداهم في نظرهم بالبيان لأبتناء الاحكام الشرعية والخطابات العرفية عليه وكذا لو علمنا ان اللفظ معنى لغوي مهجور ومعنى عرفي عام بعده وله معنى ثالث في عرفنا اليوم فأنه يحمل على المعنى العرفي المتوسط لحصول لا الظن بتأخر الثالث عن الصدور فعلى ما ذكرنا.

بحث تحريم الغناء

نقول في مسئلة الغناء قد ظهر في العرف الجديد تخصيصه بما لم يكن في قرآن او تغرية او ذكر او اذان او مدح النبي (ص) والائمة (ع) وقد علم من تتبع كلمات اهل اللغة واحوال الامويين (لعنهم الله) والعباسيين وابراهيم المغني ان الكثير او الاكثر او الاحق في تسميته غناء ما كان في القرآن ومدح النبي (ص) ولا يعرف في ايامهم الفرق من جهة ذوات كلمات وانما المدار على كيفيات الاصوات وهو الظاهر من كلام اهل اللغة قدمائهم ومتأخريهم فمن عاصر زمن ورود النهي او تقدم او تأخر عنه وما رأينا احداً منهم اخذ قيد عدم القرآنية والمدح والذكر ونحوهما فيه ولم يذكر بينهم خلاف في معناه مع اختلاف عباراتهم في كشف معناه فما ذلك الّا لأتحاد المعنى العرفي فيه وان معناه عرف ظاهر معروف، والاشارة اليه بالاعم او الاخص، والمسامحة في التعريف بالاعم او الاخص كما قيل ان مد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب وعرفه جماعة بأنه الترجيع المطرب والظاهر انه قد يشتمل على الوصفين ولا يسمى غناء وقد يخلو وسمّي بذلك. نعم، في اغلب احواله يلازم تلك‌