كان الملوك الأمويون لا يستعملون على العراق من عمّالهم الّا الذين
يُعرفون بالنصب والعداوة للهاشميين، والأخلاص للأمويين، ويختارون أشدّهم نصباً
وعداوة للكوفة، وكان عاملهم بالكوفة أهم ما يطلب منه مناوءة العلويين، ومحق آثارهم
والفتك بأصحابهم، وكان خروج زيد (ع) في ايام خلافة هشام شاكياً من خالد بن عبدا
لملك بن الحرَث بن الحكم أميره على المدينة، فجعل هشام لا يأذن، وزيد يرفع اليه
القصص وكلما رفع اليه قصة كتب هشام في أسفلها: إرجع الى أرضك.
فيقول زيد: لا أرجع إلى إبن الحرث أبداً[2].
ثم أذن له بعد حبس طويل، فلما قعد بين يديه قال له هشام: بلغني إنَّك تذكر الخلافة
وتتمناها[3] (....).
[1] اختلفت المصادر التاريخية في زمن خروج زيد(
ع)، فالدنيوري يذكر: انَّ زيداً خرج سنة 118 ه-، ينظر: الأخبار الطوال، الدنيوري/
344. وينظر: نشأة الشيعة الامامية، نبيلة عبد المنعم داود: ص 84، أمّا البلاذري
فيرى انَّ زيداً خرج في زمن الباقر( ع) وأنه لم يجد التأييد لحركته، ينظر: أنساب
الأشراف، البلاذري، تح: محمد حميد الله، ص 321، ولكن الباقر( ع) كما تذكر المصادر
أنه توفي ما بين سنة 114 ه-- 117 ه- وهذا يعني أنَّ زيداً قد خرج بعد وفاة الباقر(
ع) أي في عصر الإمام جعفر الصادق( ع) ينظر: الأصول من الكافي تصحيح علي اكبر
الغفاري ص 469، ورسائل الامامة، إبن رستم: ص 94. والأرجح انه ثار سنة( 121) أي في
عصر الأمام الصادق، لأن اغلب المصادر تذكر أنَّ وفاته كانت بين عامي 121 ه-- 122
ه- وهو العصر الذي يعيش فيه الصادق( ع) ينظر: تذكرة الخواص لأبن الجوزي، المطبعة
الحيدرية 1383 ه-- 1964 م ص 335
[3] وقد جاء في تاريخ اليعقوبي ما يماثل ذلك، فقد
ذكر أنَّ هشام قال لزيد( ع):( لقد بلغني أنَّكَ تؤهل نفسك للخلافة وأنتَ ابن أمة)
فقال له زيد: ويلك، مكان امي يضعني؟! والله لقد كان اسحاق بن حرّة واسماعيل ابن
امة فأختص الله عزَّ وجل ولد اسماعيل، فجعل منهم العرب ..