كان شيخنا المترجم ذا
أسلوب بديع في الكتابة قلَّما يجاريه أحدٌ من الأعلام في امتلاك ناصيته فهو جزْل
التركيب، مُشرق الديباجة، مَتين العبارة، لطيف الإشارة، ناصعُ البيان، بارعُ
التبّيان، قوّي الحُجَّة، لاحِبُ المَحجَّة، يُذكُّرُك وأنتْ تمقلُ آياته البيّنات
بأساليب كبار أئمة الإنشاء والكتابة في عصورها الزاهية ويخلب لُبَّك في تقرير
شوارد المسائل ومُعضلات القضايا بأقْوم المسالك، وأوْثَقِ المدارك حتى يجعلها منك
في وضوح المقصد على طرف الثُّمام، ومن خصائص أسلوبه في مجالسه العامة: فصاحة
المفردات، وجمال الاستعارات وبلاغة التقسيمات، واختصار الألفاظ مع غزارة المعاني،
وصحة المباني ومطابقة الكلام لمقتضى الحال يُرَصّعُ ذلك كلَهُ ببدائع الشواهد،
وروائع الفرائد منْ كلام