ليس في الشعب العراقي من
يجهل حياة صاحب السمو الأمير الوصي ولي عهد العراق الامير عبد الاله المعظّم
المحفوفة بجلائل الاعمال، وعظائم الشؤون، تلك الحياة التي يكتنفها الشرف والنبل من
جميع جهاتها، وتحوطها العبقرية والجلال من كافة نواحيها.
ولكن مهما كانت معرفة
الناس لأسرار هذه الحياة وكنوز ماضيها من الجمال والهيبة فهي معرفة- ولا ريب- لم
تتغلغل الى اعماق عظمتها او تنفذ الى قراراتها.
وبناءً على ذلك فقد رغبت
الى وضع (كتاب) يتناول بين صفحاته ويختص في طياته عن هذه الحياة العظيمة، حياة هذا
الأمير الكريم الذي خدم العرب بصورة عامة والعراقيين بصورة خاصة، والذي كان لآثاره
الحميدة واعماله المجيدة عمود من نور يتجلّى فيضيء الاقطار والاصقاع العربية من
اقصاها الى اقصاها فهو دؤوب على السعي في صالح الأمة، كادح في سبيل سعادة الشعب،
ساهر على مصلحته، رعاه الله برعايته وكلاه بعنايته ووفقه لكل سداد ورشاد.
وها نحن اولًا ندون في
هذا الكتاب ما عني لنا عن تطور هذه الحياة العظيمة وما فيها منذ ابتداء نشأتها حتى
كتابة هذه السطور راجي بذلك ان يكون عملنا هذا خدمة خالصة للأمة العربية، وان يكون
كتابنا هذا شاغلًا محله اللائق في مكتبتها العربية القيّمة.