الاسترقاق في القرون الأولى والمتوسطة والأخيرة في التعاليم غير
الإسلامية
مقدمة
يراد بالقرون الأولى في اصطلاح المؤرخين هي التي تبتدئ من خلق الدنيا
إلى سنة 395 م التي انقسمت فيها المملكة الرومانية إلى شرقية وعاصمتها القسطنطينية
وغربية وعاصمتها روما أو التي تنتهي بسنة 476 م حينما انقرضت فيها المملكة
الرومانية على يد البربر انقراضاً تاماً. بدأ الانهيار والتلاشي من الهيئة
الاجتماعية في أثر انقسامها إلى غربية وشرقية ولم يتم دفعة واحدة ولكنها انقرضت
نهائياً سنة 474 م. والمراد بالقرون المتوسطة هي المدة التاريخية التي تبدأ
بانتهاء القرون الأولى وتنتهي بفتح المسلمين لمدينة القسطنطينية وتدميرهم المملكة
الرومانية الغربية سنة 1453 م. والمراد بالقرون الأخيرة التي تبتدئ باستيلاء محمد
الفاتح على القسطنطينية إلى أن حدثت الثورة الفرنسية سنة 1789. والمراد بالتاريخ
العصري ما كان بعد الثورة الفرنسية إلى زماننا هذا.
لم يكن للأرقاء الحق المدني الذي للأحرار في نوع الهيئات الاجتماعية
الأولى وإن تفاوتت في ذلك. فقد كان العرب والفرس والآشوريون والهنود والرومان
والمصريون من أهم هذه الشعوب تشترك في أن للمولى سلطة على رقيقه في إعدام حياته
تسوغها أنظمتهم، أما
[1] في المروي عن البخاري: إن هاجر قد وهبها الملك
الجبار لسارة وسارة وهبتها لزوجها إبراهيم فأولدها إسماعيل.