ومنها كلمة للأستاذ عبد الله بن كنون عضو مجمع البحوث عنوانها:
الإسلام والرق:
جاء الإسلام والعالم يرزخ تحت نير العبودية والتسخير، فكان دعوة عامة
لجميع البشر قوامها التحرر وحفظ الكرامة الإنسانية. وقد كان من أول ما دعا إليه،
أخوّة الناس بعضهم لبعض وإهدار الفوارق الجنسية واللونية التي كانت وما زالت تتخذ
ذريعة التميز العنصري بين الأفراد والجماعات من بني الإنسان. وعلى العكس مما جرى
به العرف من إن صاحب أي دعوة يدعي لقومه التفرق والظهور على غيرهم فأن الإسلام لم
يجعل للعرب إلا ما جعله للأمم والشعوب كافة من أن أفضلهم عند الله هو أتقاهم. فقد
جاء في القرآن الكريم [يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا
خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ
خَبِيرٌ][1] وفي الحديث الشريف (لا فضل لعربي على عجمي
ولا لأحمر على أسود إلا بتقوى الله)[2] وقد عمد إلى الرق وكان منتشراً في جزيرة العرب بنسبة كبيرة، فأبطل
منه فعلًا جميع الأنواع التي ذكرناها ما عدا الرق الناشئ عن أسر المقاتلين في
ميدان الحرب الذي تحفّظ في إبطاله لضرورة الوقت وأن كان وضع أسس إبطاله في
المستقبل.