المسلمين غير ما كان يرسله بعض العمال إلى
بلاط الخلفاء من الرقيق وظيفة كل سنة (المقريزي، ح 1، صفحة 313) وبلاد البربر
وغيرهما.
معاملة الأسرى
كان المسلمون في صدر الإسلام إذا ظفروا بغنيمة تولى الأمير قسمتها
على القواد، بعد إرسال الخمس إلى بيت المال، ثم اختلف ذلك مع الزمان باختلاف
الدول، ففي عهد الدولة الفاطمية، كانوا إذا عاد الجند من حرب ومعهم الأسرى، يصل
الأسطول بالنيل إلى شاطئ القاهرة، فينزلون الأسرى ويطوفون بهم القاهرة، ثم
ينزلونهم في مكان يسمونه المناخ (في جهة الإسماعيلية اليوم). وكان مستودعاً للأسرى
الذكور، فينظرون فيهم فإذا استرابوا في أحد قتلوه، ومن كان شيخ لا ينفع ضربوا عنقه
وألقوا جثته في بئر كانت في خرائب مصر تعرف ببئر المنامة، ومن بقى يضاف الرجال
منهم إلى من في المناخ ويمضي بالنساء والأطفال إلى قصر الخليفة، بعد ما يعطي
الوزير طائفة منهم، ويفرق الباقي لخدمة المنازل، ويدفع الصغار من الأسرى إلى
الأساتذة، فيربونهم ويعلمونهم الكتابة والرماية ويسمونهم، إذ ذاك الترابي وقد
يرتقي أولئك الصبيان إلى رتب الأمراء (المقريزي، ج 1- 3، صفحة 193، 489).
ولم يكن استخدام الأسرى على هذه الصورة خاصا بالمسلمين، بل هي عادة
كانت مرعية في تلك العصور فمن يقع من المسلمين في أيدي أعدائهم، كان حظهم
الاسترقاق، حتى يفتديهم المسلمون. وكان للخلفاء عناية في فكاك الأسرى، يبذلون في
سبيله المال، أو يعطون الأسرى عندهم على سبيل المبادلة، وقد وقع بين المسلمين
والروم الفداء