responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 332

الأسواق الشهيرة في العالم للنخاسة[1]

تتشابه أسواق النخاسة في كيفية عرض البضاعة من أقدم العصور إلى الازمان الأخيرة. كان النخاسون الرومان يوقفون الأرقاء على حجر مرتفع بحيث يتيسر لكل واحد أن يراهم ويمسهم بيده ولو لم يكن له رغبة في الشراء، وكانت العادة عندهم أن المشتري يطلب رؤية الأرقاء عراة تماماً، لأن بائعي الرقيق كانوا يستعملون وجوها كثيرة من المكر، لإخفاء عيوب الرقيق الجسمانية كما هو معروف عند بائعي الخيل. وفي الأزمان الأخيرة في بلاد السودان أعدت مصلحة النخاسة بيتا واسعا يجتمع إليه باعة الرقيق ويعرضون فيه الجواري صفوفا مترتبة، وينسقوهن إلى درجات مختلفة في الاتفاق في السن والشكل وباقي المزايا المرغوبة. فيقفن بازاء الجدران وبعضهن عاريات الأيدي أو عاريات الصدور والساقين، وبعضهن بلباس كامل وهن السراري، فإذا جاء لابتياع جارية فحصها فحصاً دقيقا من قمة رأسها إلى أخمص قدميها كما تفحص البهائم عند ابتياعها فيفتح فمها ليتحقق انتظام أسنانها ويكشف عن صدرها وظهرها، ثم يأمرها أن تخطو ذهابا وإيابا ليرى مشيتها لئلا يكن فيها عوج، يخاطبها ليسمع كلامها مخافة أن لا تحسن اللسان العربي، فإذا تحقق لباقتها سامها من البائع ليطلب البائع ثمناً فيطعن المشتري في‌


[1] كان يتسرب سنويا عدد من الرقيق إلى بلاد العرب بطريق البحر الأحمر، وهؤلاء في بعض الأحيان يحملون جواز سفر من الحكومة الحبشية، فيسافرون كحجاج ليباعون في أسواق مكة المكرمة. وفي اليمن قبيلة تسمى بالزرانيق لها قلاع على سن البحر الأحمر، بارعة في القرصنة تهابها جميع قبائل اليمن تغزو المراكب الكبرى بسنابكها وتفتك بها، وهم النقطة الوحيدة التي يتهافت عليها النخاسون من الأقطار لشراء الرقيق.

نام کتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست