responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 314

النِخاسة

النخاسة من التجارات القديمة في العالم وفي بيع أولاد يعقوب أخاهم يوسف، دلالة على أن بيع الإنسان كان مباحا إباحة مطلقة لا يختص به جنس من الأجناس البشرية ولا يمتاز به سود الألوان، وفي استطاعة أي شخص أن يبيع كل من كان تحت قهره وسلطانه حتى أبنه وأخاه وسائر أفراد عائلته.

ويقال: إن سكان جزيرة صاقس هم أول من أتجر بالأرقاء والإماء، وكان للفينيقيين تجارة رابحة مع أرمينية بالرقيق يبادلونها عن رقيقها بصناعاتهم النفسية وقد كانت هذه التجارة جارية على قدم وساق وشاغلة لجميع أجناس البشر دون تمييز من التروغاورتية إلى اليونان. وتجارة العبيد الأفارقة كانت زاهية زاهرة وابتداؤها متوغل في القدم، فكانت شواطئ البحر الأسود مدة من الزمان بالنسبة إلى أوربا كما كان شاطئ أفريقيا الغربي بالنسبة إلى أمريكا لمدة ثلاثة قرون ونصف.

إنّ أول ثمن عرف للعبيد في أمريكا كان سبعين سنتا عن كل واحد فيهم، من ذلك يرى كم كانت تجارة العبيد متسعة، ويروى أن ابتداء تجارة العبيد الأفارقة نحو سنة 1444 م، وفي أوائل القرن التاسع الميلادي ظهرت عصابات شتى من المغامرين تفيض إقداماً وجرأة وشجاعة ولها من القوة البأس والأهبة ما تستطيع أن تتحدى أي حكومة قائمة. وكان انتشار الرق ورغبة الناس في اقتناء الأرقاء يذكي فيهم نار الطمع في اختطاف أبناء الأمم التي لا تستطيع مقاومتهم والتنخس بهم في البلاد التي تروج فيها هذه التجارة، والشعور الذي دفع بالأمم الغربية في العصر الحاضر إلى استعمار الأمم المتأخرة، دفع بالعرب والنورمان في القرن التاسع إلى نهب أبناء الثغور والشواطئ التي يستطيعون نهبها وغزوها، وكانت شواطئ بحر الروم ولا سيما شواطئ الدولة البيزنطية ميدانا لوثوب تلك العصابات وفتكها، وأصبحت جزيرة إقريطش ملاذا لأولئك القرصان الأشداء، يغيرون من آن لآخر على الشواطئ الإيطالية ويعودون مثقلين بالأسرى الأرقاء والغنائم، ويقيمون لرقيقهم في الثغور أسواقا رابحة كانت تغذي أسواق المشرق كلها وقصوره بأسراب من‌

نام کتاب : تقريح العصا في الرق و النخاسة و الخصا نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست