العرب (العراقيون والحجازيون والنجديون)

من ألفاظ العربية الواردة في معاجم اللغة والأمثال العربية والروايات والأحاديث التي قدمنا بعضها، وسيأتي بعض آخر يعرف العرف العربي العام في معاملة الأرقاء وكرامتهم الاجتماعية في الأمة العربية فلا نعيد ذلك هنا إلا ما يكون الخلاصة لما تقدم. إنما نذكر العرف والأخلاق عند بعض الشعوب العربية كالعراقيين والحجازيين والنجديين في هذه الأزمان والأمة العربية تتشابه شعوبها في معاملة الأرقاء ولا توجد هناك امتيازات جلية.

والآداب الإسلامية بشأن الرقيق من مبدأ ظهور الإسلام وفي كل وسط من الأوساط العربية التي أسلمت واتخذت الإسلام دينا كانت متبعة ومرعية وتبدل العرف العربي بها. كان العرب يستخدمون العبيد من أسرى الحرب أو ممن يبتاعونهم من الأمم المجاورة لجزيرتهم كالحبشة وما حولها من الأمم المتوحشة، فيجلب النخاسون الرقيق من تلك البلاد وغيرها إلى جزيرة العرب أو يبيعونهم في أسواقها في المواسم فإذا اشترى أحدهم عبدا وضع في عنقه حبلًا وقاده إلى منزله كما تقاد الدابة وإذا كان العبد أسير حرب جزوا ناصيته وجعلوها في كنانتهم حتى يفتدي نفسه، وكانوا يبتاعون الأرقاء ويتهادونهم ويتوارثونهم مثل سائر الأمتعة إلا إذا أدبر المولى عبده أي قال له (أنت حر بعد موتي) فإنه يكون حراً بعد موته، وتكون رقبته غير خالصة في حياة مولاه. وقد يخرجون العبيد في جملة صداق العرائس وممن أخرج في الصداق (بشار بن برد) فكان هو وأمه لرجل من الأزد تزوج امرأة من بني عقيل فساق إليها بشار وأمه في صداقها. وكانت ملوك العرب وأمراؤهم يستكثرون من‌