نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس جلد : 1 صفحه : 91
فلو استهجن العامة الحناء فلا يكون ترك الحناء من المروءة لأن
الحناء مسنونة شرعاً. نعم، المروءة هي الاستقامة العرفية فيما إذا لم يرد فيها
راجح شرعاً. قال الشهيد الثاني في الروضة البهية: (ولا يقدح فعل السنن
وإن استهجنها العامة وهجرها الناس كالكحل والحناء والحنك في بعض البلاد وإنما
العبرة بغير الراجح شرعاً)[1].
المروءة مؤشر من مؤشرات المجتمع
تعتبر المروءة مؤشراً من مؤشرات المجتمع في رقيه وازدهاره وصلاحه،
فكلما أصبحت المروءة مركوزةً في المجتمع ازداد المجتمع رقياً وفضيلة، فقد سُئِلَ
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) عن المروءة فقال: (المروءة
إصلاح المعيشة)[2].
فالمجتمع الذي تسودُ هذه الصفة بين أفراده يكونُ مجتمعاً في عيشة
مرضية لأن المروءة هي التي تصلح المعيشة في المجتمع، كما أن أصحاب المتاجر إذا
وصفوا بالدين والصلاح سمي سوقهم سوق المروءة[3].
كما روي عن الإمام أبي الحسن الرضا (ع): (من
مروءة الرجل أن تكون دوابه سماناً وحسن وجه مملوكه والفرس السري)[4]، فالإسلام
اعتبر من علامات مروءة الرجل أن تكون آثار النعمة بادية حتى على دوابه وعبيده
وخدمه وموظفيه وجميع ما يتعلق به سواء أكان إنساناً أم حيواناً من رحمه أم لا. فمن
خوارم المروءة هو الضنك في المعيشة على عياله وأفراد أُسْرَتِه، ولقد أوضح الإمام
الصادق (ع) أنَّ رزق العبد من الله تعالى بمقدار مروءته فقال: (والذي بعث جدي (ص)
بالحق نبياً إن الله عزَّ وجل ليرزق العبد على قدر المروءة)[5].