responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 339

نفوسنا فقد زادت بها لواعج الأشجان والأحزان، وإنّ عبراتي في هذا المجال تسبق العبرات، وإنّ زفراتي تمتزج بالحسرات على العمل الإجرامي الذي ارتكبته الصهاينة بانتهاكهم حرمة المسجد الأقصى. فيا لله وللمسجد الأقصى من هؤلاء العتاة المردة فأين ذوي النجدة من الصلحاء والأبرار ومنشدي العدالة الإنسانية في شرق الأرض وغربها من استرجاع الحق لأهله وتطهير الأرض)[1]. وقد أجاد الشاعر بقوله:

فمتى ترى للعرب جيشا واحدا

وشعاره يوم الهجوم الثار

بهدي رسول الله سار وعزمه‌

في النائبات يئمه الكرار

ويعيد وقعة مرحب وصريعها

في تل أبيب عجلها الخوار

ولا زال مشايخ آل كاشف الغطاء أحفاد أولئك الرجال يبذلون الغالي والنفيس من أجل تحرير المسجد الأقصى في فلسطين من براثن الغزاة الطامعين.

كما أعلن كبار علماء الدين ومراجع المسلمين ورؤساء المؤسسات والجمعيات الدينية في النجف الأشرف الجهاد ضد الصهاينة المجرمين ودعوا المسلمين للوقوف صفا واحدا للقضاء على دويلة العصابات إسرائيل اللقيطة من خلال فتاويهم إلى مقلديهم وتصريحاتهم إلى وكالات الأنباء ومراسيلها ومناشدتهم لقادة العرب والدول الإسلامية بالوقوف أمام الهجمة الصهيونية[2].

إنّ الفكر الإمامي الاثني عشري يعتبر اليهود أشد أعدائه على هذه الأرض على مر التاريخ لاعتقاده بأنّ الرسول الأكرم (ص) استشهد بمؤامرة يهودية وذلك بسمه من قبل امرأة يهودية بشاة مسمومة، وإنّ إمام المتقين وسيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قد قتله ابن اليهودية عبد الرحمن بن ملجم، وإنّ الإمام الثاني عشر المهدي بن الحسن عجل الله فرجه سوف تقتله امرأة يهودية برميها حجر على رأسه بعدما يقضي على اليهود ويصلي في القدس الشريف ويقتل كل يهودي حتى ينطق الحجر فيقول: خلفي يهودي فاقتله أيها المسلم، ومع هذا ألصق أعداء الإسلام بأنّ التشيع أصله يهودي لإضعاف هذا الفكر الثوري الذي قدم على مر الأزمنة والسنون أنهار من الدماء الزكية من قبل أئمته وأتباعه في سبيل الله ودفاعا عن الإسلام والمسلمين.

وفي الختام أخاطب الأمة العربية والإسلامية: أيتها الأمة ثقي إنّ آخرك لا يصلح إلَّا بما صلح فيه أولك، وأعلمي إنّك لا تستعيدين مجدك المندثر وعزك التليد إلَّا إذا رجعت إلى تعاليمك الناصعة فهي خير كفيل لتحقيق ما تريدين، فجددي الدعوة ووحدي بين الصفوف وأعيدي سيرتك الأولى في التضحية والجهاد، فلم يصبنا ما أصابنا من ذل واستعمار إلَّا بعد أنْ ضربنا بتعاليمنا ظهريا وغيرنا ما بأنفسنا، وإنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وتلك سنة الله في الأمم ولن تجد لسنة الله تبديلا.

أيها العرب إنّ نبيكم لم يمت فهذه تعاليمه ناصعة وهذا قرآنه حي إلى آخر الأبد فسيروا بنوره، وشقوا لكم طريق الخلاص، وإنّ الله سبحانه مع الجماعة، واعلموا إنّ الله لا يضيع أجر العاملين.


[1] مجلة العدل/ الجزء العاشر و الحادي عشر/ السنة الثانية/ 1387 ه- 1967 م

[2] جريدة الفرات/ العدد( 103)/ السنة الثالثة/ الأثنين/ 24 صفر/ 1423 ه-.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 339
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست