responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 322

الناس ذلك قالوا: (لولا أنّه ظهر لهم كذب محمد لما عدلوا عن الإيمان به وهم أهل علم ودراية)[1]، وهذا ما حكاه القرآن الكريم بقوله تعالى: [وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‌][2].

13. كان اليهود يتعمدون بتوجيه الأسئلة إلى الرسول الأعظم (ص) بقصد تعجيزه وإفحامه أمام الناس فقد سألوه عن الساعة والروح وعن ذي القرنين وعما حرم إسرائيل عن نفسه وغيرها ومع إجابته (ص) على ما سألوه وأخذ المواثيق عليهم بالإيمان به إنْ صدقهم في الإجابة فقد كذبوا ولم يؤمنوا.

هذه بعض الأساليب التي اتخذها اليهود للطعن في الدعوة الإسلامية والقرآن الكريم ولكن مثل هذه الأساليب يمكن أن تتكشف وتتحطم إذا كانت هنالك قلعة حصينة من العقيدة القوية وقيادة حكيمة واعية وحراسة متيقظة تفوت على العدو غرضه، وتحمي المجتمع شره وهو ما فعله النبي (ص) وصحابته الكرام إزاء أساليب اليهود، وكان الوحي يؤيدهم لأنهم أخلصوا النية، وصدقوا العزم فكان الله معهم بالعون والتوفيق.

خامسا: عداء اليهود لمحمد والمسلمين‌

لم تفلح اليهود في عدائها للدعوة الإسلامية ولم تنجح أساليبهم في غزوهم الفكري للعقيدة الجديدة فلجأوا إلى معاندة الأشخاص وإيذائهم وهذه حيلة العاجز عن معاندة الحق كمبدأ بل أنّ معاداة اليهود للنبي (ص) والمؤمنين معه كانت تسير جنبا إلى جنب مع معارضة الدعوة في وقت مبكر كأسلوب من جملة الأساليب الكثيرة التي تتفنن فيها اليهود في الإيذاء والإفساد، وهذه بعض مظاهر العداء منها:

1. تناول اليهود بالسب والقدح والاستهزاء شخص محمد (ص) سواء أكان ذلك في مواجهته أم من وراء ظهره. قال سبحانه وتعالى: [وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا][3]. وقد تضمنت‌

2.


[1] السيرة النبوية/ ابن هشام: 2/ 36

[2] سورة آل عمران: 72

[3] سورة آل عمران: 186.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست