responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 291

العولمة كلمة مشتقة من العالم، وليس لها أصل في اللغة العربية، ولم يعهد مثل هذا التصريف في اللغة العربية. وقد شاع هذا الاستعمال وتحول إلى اسم علم أعجمي. وتدعوا العولمة إلى تغيرات جذرية في الاقتصاد والسياسة والثقافة والاجتماع وهدفها الظاهري تهيئة الأجواء العالمية لمرحلة اقتصادية جديدة تتميز بعدة أنماط حديثة مثل انفتاح كل ما هو محلي على العالم على العالم الخارجي. وهذه الدعوة ظاهريا حق ولكن حقيقتها باطل، لأنها تنطلق أساسا بهدف تركيز الاقتصاد الإنساني وإلغاء الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعوب واستتباع ثرواتها وأمنها، والعولمة مشروع أمريكي يريد أن يفسح المجال للشركات والمؤسسات الأمريكية للسيطرة على دول العالم الثالث بإلغاء الحواجز الاقتصادية.

إن العناصر الأساسية لظاهرة العولمة موجودة في مجالات ثلاثة متداخلة هي: الاقتصاد والسياسية والثقافة، وإن نقاد العولمة يفضلون تسمية (الأمركة) نسبة إلى أمريكا كتعبير أكثر دقة عن واقع الحال.

الفرق بين مفهوم العالمية والعولمة:

يبدو للبعض أن العالمية والعولمة مفهومان مترادفان، ولكن الواقع يشير إلى أن هنالك اختلافات جوهرية بينهما سواء من حيث النشؤ والتطور والأسباب، حيث أن مفهوم العالمية ما هو إلا تعبير عن التطور الطبيعي والموضوعي والتاريخي، ذلك التطور الذي حدث نتيجة للتقدم العلمي والاجتماعي والثقافي بتكاثف العلاقات بين المجتمعات البشرية لتداخل الحضارات وتفاعلها، وهو قديم قدم الإنسان. والعالمية هي الاتجاه الذي يتماشى مع مقتضيات النظام العالمي والذي يستلزم التخلي عن روح الهيمنة والعدائية للشعوب والمركزية والعنصرية، واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وحقها في التنمية والكرامة.

أما العولمة فهو إتجاه يتمثل بالمزيد من الهيمنة والسيطرة للقطب الواحد ذلك الاتجاه الذي أصبح هو السائد في أمريكا في الوقت الحاضر والذي سوف‌

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست