و قد ظهر في نظام المقايضة عدد من الصعوبات نتيجة تطور الحياة
الاقتصادية و ازدياد الإنتاج و تنوع السلع و هي:[1]
1- مشكلة تحقيق التوافق المزدوج للرغبات.
2- عدم صلاح نظام المقايضة لاختزان القيم.
3- صعوبة تجزئة عدة أنواع من السلع.
4- صعوبة معرفة نسب مبادلة السلع بعضها ببعض.
إن هذه العيوب في نظام المقايضة مهدت السبيل لظهور النقود.
ثانياً: مرحلة الاقتصاد النقدي:
بدأ المتعاملون يتعارفون على سلعة معينة لاستخدامها وسيلة للمبادلة و
كان هنالك عدد من السلع المتفق عليها لهذا الغرض، مثل المعادن من ذهب و فضة و
الجواهر النفيسة، و بمرور الزمن اكتشف الناس بالتجربة أن بعض السلع الوسيطة التي
استخدمت كانت اصلح من غيرها في إجراء المبادلات من حيث سهولة حملها و خفة وزنها و
إمكان تجزئتها و القدرة على الاحتفاظ بها إلى أن اتجهت المجتمعات في تطورها
التدريجي و بحثها عن أفضل أنواع النقود إلى الاقتصار على استخدام المعادن النفيسة
مثل الذهب و الفضة التي أثبتت كفاءتها كنقود[2].
و تميزت بثبات قيمتها بالمقارنة بمعظم السلع الأخرى و هذا أمر في
غاية الأهمية بالنسبة لوظيفتها في قياس قيم السلع.
و من بين النقود السلعية عموما تميزت المعادن خصوصا تحت مصطلح
(النقود المعدنيةMetalicMoney ) و ثمة حقيقة بشأن النقود المعدنية عموما و هي أن لها قيمة
حقيقية مستقلة عن تلك القيمة التي
[1] محمد عاشور، دراسة في الفكر الاقتصادي العربي،
أبو الفضل جعفر علي الدمشقي( أبو الاقتصاد)، الطبعة الأولى، دار الاتحاد العربي،
1973 م، ص 38
[2] د. عبد الرحمن فهمي محمد، النقود العربية
ماضيها و حاضرها، مصدر سابق، ص 14