إن هذه المحاولة لتبرير الربا زيغ عن المبادئ الأساسية للإسلام، و
إبطال للفرائض الواضحة الجليلة التي يتضمنها القرآن، فتحريم الربا جاء عاماً من
دون أن يخص فردا أو جماعة أو يفرق بين مؤسسة أو حالة فردية.
الفصل الثالث النقود في الفكر الإسلامي
تمهيد: المال: تعريفه و تقسيماته:
قبل بيان موقف الفكر الإسلامي من النقود، لا بد من دراسة تمهيدية في
تعريف المال و تقسيماته، فقد ذكر المال في القرآن الكريم ست و ثمانون مرة منها:
قال تعالى: [يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ
وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ][1]. و قال تعالى: [يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَ لا
أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ][2].
و قال تعالى [إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ
أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ][3].
أولًا: المال في اللغة:
يعرف ابن منظور المال فيقول:[4]
(المال ما ملكته من جميع الأشياء، و جمعه أموال، و أكثر ما يطلق المال عند العرب
على الإبل، لأنها كانت أكثر أموالهم).
أما ابن الأثير فقد زاد الأمر وضوحا فقال[5]:
(المال في الأصل ما يملك