[مِنْ زَكاةٍ
تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ][1]. و قد ذكرت هذه الآية ثواب الزكاة
عند الله و ألمحت إلى أن الربا غير مرغوب فيه دون أن تذكر تحريمه.
المرحلة الثانية:
ثمّ جاءت المرحلة الثانية و هي قوله تعالى [فَبِظُلْمٍ
مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَ
بِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً وَ أَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَ قَدْ
نُهُوا عَنْهُ وَ أَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَ أَعْتَدْنا
لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً][2].
إن التحريم لم ينزل بعد، و إنما اكتفت الآية هنا بالتلميح إلى تحريم
الربا على اليهود، و يظهر من هذا العرض القرآني أن المرحلة المقبلة ستكون التحريم.
المرحلة الثالثة:
و جاءت المرحلة و هي قوله تعالى [يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً وَ
اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ][3].
إن التحريم هنا اقتصر على الأضعاف المضاعفة و لو اكتفى المشرع بهذا القدر من
النصوص لقلنا بأن الربا المحرم هو الأضعاف المضاعفة، و لكن ما لبث أن جاء التحريم
الكلي القاطع حيث نزلت الآية الأخيرة التي جاءت بالتحريم الكلي و هي:-