بلا كتابة[1].
و تتلمذ الرومان على الإغريق في فنّ العمل المصرفي. و عن طريق هؤلاء الرومان انتشر
العمل المصرفي في معظم أرجاء العالم القديم تبعاً لاتساع نفوذهم[2].
و كان الصيارفة الرومان يزاولون مهنتهم في السوق العام، و هم جلوس
أمام موائدهم. و كان هنالك صنفان من الصيارفة:
الصنف الأول كانت وظيفتهم قبض الأمانات بربح و بغير ربح، و الاتجار
باسم مودعيهم بالنقود و إرباح ذلك المال المودع بكل الوجوه الممكنة.
و أما الصنف الثاني فكانوا مكلفين من قبل الحكومة بإقراض المواطنين
نقوداً بضمانات قوية. و قد تأسس هذا الصنف الأخير سنة (1352 ق. م.)[3].
و تميزت الأعمال المصرفية في ظل الحضارات القديمة بميزتين هما:
كانت تتشابه تقريباً بظروف نشأتها و انتعاشها، حيث تزدهر في الوسط
الآمن محتمية أما بقدسية المعبد و إما بالأمان العام في الأسواق.
إن هذه الأعمال كانت تغلب عليها صفة الخدمة المؤداة- و لا سيما عند
ما كانت حكراً على المعابد المقدسة. حيث لم يكن إيداع الأموال مقصوداً به توجيهه
للاستثمار، بل للحفظ الأمين.
ثانياً: النشاط المصرفي عند العرب و المسلمين:
من المعلوم أن العرب و المسلمين عنوا بشئون المال كغيرهم من الشعوب و
الأمم، و من يرجع إلى كتب الفقه الإسلامي، يجدها زاخرة بالتحليل و التأصيل لكثير
من قواعد النظم التجارية و المصرفية. و مما عني به فقهاء الشريعة مسائل النقود و
الصرف. و قد ذكرت كتب التاريخ العربي الإسلامي أن الكوفة قد
[1] وجدى،. محمد فريد، دائرة معارف القرن العشرين،
مصدر سابق، 2/ 363
[2] د. شافعي. محمد زكي، مقدمة في النقود و
البنوك، دار النهضة العربية، القاهرة، 1969 م، ص 180
[3] الغزي، فليح حسن خلف، الائتمان المصرفي و دوره
في الاقتصاد العراقي، مصدر سابق، ص 12