responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل العليا في الإسلام نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 61

بالخشونة والغطرسة والكبرياء واستغلال النفوذ للمنافع الذاتية والأطماع الدنية، والسمسرة للاجانب على البلاد وتسلطهم على الأمة ولو باراقة الدماء، ان كانت السياسة هذا وما اليه. فاني أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم. (قل هل أنبأكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنة الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل) وحسبنا الله ونعم الوكيل.

كلمة ناعمة

اذا كانت الغاية (كما يقولون) تبرر الوساطة، خصوصاً في بعض الأحيان والأحوال. واذا كانت الأعمال بالنيات، والمبادئ تتبع الغايات. واذا كان الدين هو النصيحة، ولطمة الناصح (كما في أمثالهم) خير من قبلة الغاش. وان الساكت عن الحق شيطان أخرس. وان افضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر. وان الله قد أخذ على العلماء ان لا يقاروا على كضة ظالم ولا سغب مظلوم (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ‌).

هذا من جهة ومن جهة أخرى. ان العرب والمسلمين قد صاروا بالحال الذي أنبأ وتنبأ عنه نبي الإسلام حيث يقول لأمته يوشك ان تتداعى عليكم الأمم كما يتداعى الجياع على القصاع. فقالوا: أمن قلة فينا يا سول الله. فقال: لا بل أنتم يومئذ كثيرون ولكن غثاء كغثاء السيل من اتباع الهوى واختلاف كلمتكم. ويشهد لهذا الإسلام عموما والعرب خصوصاً لا تزال منذ قرون تنهشها أفاعي الاستعمار وزاد عليها في هذا القرن عفاريت الصهيونية والشيوعية. وأحاطت بها من الخارج العفاريت الثلاثة الشيوعية، والصهيونية، والعفريت الأعظم (الاستعمار) العتيق والجديد، ومن الداخل اختلاف كلمتها وتضارب بعضها ببعض، وفساد اخلاقها الى حد بعيد.

اذن: فمن له أدنى وقوف على ما نحن فيه من هذه الظروف اذا نظر الى ما نفثته براعتي في هذه الصحائف، لا يشك ان ذلك لم ينبعث الا عن زفرة قلب مشتعل،

نام کتاب : المثل العليا في الإسلام نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست