responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل العليا في الإسلام نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 39

وقد ارتكبتها بأفظع صورها وأهول أنواعها، الدولة المتمدنة في هذا العصر الذي يسمونه عصر النور. نعم أباح عصر النور قتل النساء والأطفال والشيوخ والمرضى والتبيت ليلًا والهجوم ليلًا بالسلاح والقنابل على العزل والمدنيين الآمنين. وأباح القتل بالجملة. ألم يرسل الألمان في الحرب العالمية الثانية القنابل الصاروخية الى لندن فهدمت المباني وقتلت النساء والأطفال والسكان الآمنين؟! ألم يقتل الألمان ألوف الأسرى؟! ألم يرسل الحلفاء في الحرب الماضية الوف الطائرات الى ألمانيا لتخريب مدنها؟! ألم يرم الأمريكان القنابل الذرية على المدن اليابانية؟!

وبعد اختراع وسائل الدمار الحديثة كالصواريخ والقنابل الذرية والهيدروجينية لا يعلم الا الله ماذا يحل بالارض من عذاب وخراب ومآسي وآلام اذا حدثت حرب عالمية ثالثة ولجأت الدول المتحاربة الى استعمال تلك الوسائل. أرشد الله الانسان الى طريق الصواب وهداه الصراط المستقيم.

ومن يتولهم منكم فانه منهم‌

وكل هذه الأساليب الدنيئة عملت بها اليهود، ولا تزال تعمله كل يوم بإشارة الدولتين العادلتين أصدقاء العرب أمريكا وانكلترا اللتين بلغت فظاعة ظلمها للشعوب العربية، ما لم ترتكب شيئاً منه الشيوعية. وان كانت الشيوعية بحد ذاتها قد لا تمتنع عن القسوة والتنكيل والانتقام من خصومها في الحرب ولثورات والإسلام هو الوحيد بين جميع الملل والدول أكد على تحريم تلك الفظائع في الحرب والسلم والحرب والأمن، وهو ما قلناه من وقوفه على حد الوسط والعدل في جميع تعاليمه وأحكامه.

(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ‌)

فلسنا مع اليمين ولا مع اليسار بل جعلنا الله أمة وسطا. (شجرة مباركة لا شرقية ولا غربية) وهذا من أهداف الإسلام ومثله العليا. ومن مثله العليا:

الميزان العدل الذي وضعه لنا في معاملتنا مع الدول الخارجية والأمم الأجنبية

نام کتاب : المثل العليا في الإسلام نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست