responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل العليا في الإسلام نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 28

فيقول القرآن: وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. ويقول: جزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى واصلح فأجره على الله. الانجيل يقول ما معناه: أعط قوتك للفقير. اعط رغيفك للمسكين. والقرآن يقول: لا تبسط يدك كل البسط ولا تجعلها مغلولة الى عنقك فتقعد ملوما محسورا.

ويقول: وآتوا حقه يوم حصاده. ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. لا تسرفوا في الاعطاء بحيث يضر شؤونكم وسد حاجتكم الانجيل يشرع ويحبذ الرهبانية التي هي كبت للغريزة الطبيعية، وحرمان من الموهبة الآلهية وقطع لما أراده الله من الحكمة في بقاء النسل والذرية.

أما القرآن فيقول محافظة على ذلك: فانكحوا ما طاب لكم من النساء. وشدد في تحريم البغاء والزنا. الإسلام أخذ من كل فضيلة بحدها الوسط، وجعل العدل في الأوساط، بين التفريط والافراط، وترك للانسان الحرية فيما زاد على الوسط من طرف الفضيلة، فامساك المال عن الواجب بخل، وانفاقه في الواجب عدل. وبذل مقدار منه في الاحسان والمعروف بحيث لا يخل بالواجب فضل، وما عدا ذلك تبذير وإسراف والبخل او الإسراف رذيلة ومحرم. وانفاق على النحو المشروع لنفسه وعياله واجب وبذله في سبيل البر والاحسان فضيلة ومستحب.

أهداف الشريعة الإسلامية، انتشال الانسانية من أوضار الطبيعة: وأقذار المادة وخسة الحيوانية، والعروج بها الى مصاف الروحانيين، والمثل العليا، ولم يدع وسيلة للهناء والسعادة، والعز والكرامة، الا عينها وبينها في هذه الحياة او في الحياة الأخرى وجعل لمن آمن به ويرسله وباليوم الآخر، مقاماً رفيعاً وكريماً في الدارين.

ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين‌

طلب الإسلام ان يكون المسلم صلب العود، رابط الجأش رفيع الهمة، عزيز النفس، طيب الأعراق، دمث الأخلاق، شديد العناد لأهل السوء والفساد، سلس القياد لأخوانه المسلمين. يغار لهم وتهمه أمورهم. جعلهم أخوة في الدين، ووحد

نام کتاب : المثل العليا في الإسلام نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست