responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المثل العليا في الإسلام نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 23

نصف هذا المبلغ او ثلثه لتحصين بغداد من الغرق لجعلوها أمنع من عقاب الجو، ولو بلغ الفيضان الى الطوفان، ما تسربت اليها قطرة واحدة.

قد مر على احتلاله ثلاثون سنة او أكثر في كل سنة تتمثل رواية هذه المأساة نصب عينيه فهل هذا الا الاهمال المقصود ولا يعلم سببه ولا سره الا الله والراسخون في علم الاستعمار.

الغرض الحقيقي من الدفاع المشترك‌

وملحوظة أخرى جديرة بالذكر والتفكر، وهي ان المستعمر حديثه وقديمه في الممالك العربية ولا سيما العراق، وهو المالك المطلق والفاعل المختار، ولا تمشي الأمور الا على وفق إرادته، وطوع مشورته، بل طوع إشارته، وبالأخص في النواحي الاقتصادية، والشؤون المادية والمالية كلها تعود اليه وتدخل في خزائنه مباشرة او غاية:

الذهب الأحمر والأبيض والأسود وكل ما هنا يرجع الى ما هنالك وكل المؤسسات ذات الشأن هي له ولمصالحه.

العراق يبني المدارس المشيدة، ولكن ثكنات عسكرية وتعمر الجسور المنضدة، ولكنها جسور حربية. ويقيم عمارات للسكك الحديدية، ولكنها متارس دفاعية. المهندسون والفنيون والمدراء كلهم إنكليز، ويستوفون الرواتب الضخمة من مالية العراق لصالح الأسياد والحلفاء. وراتب الواحد منهم شهريا مائتا دينار فأكثر. والعامل العراقي يكد ويكدح من الصبح الى المساء بربع دينار.

فإذا كانت كل نواحي العراق وغيره من الاقطار العربية في قبضة المستعمر، وفي قبضة العاملين له، اذن فما الباعث والداعي الى المحالفات والمعاهدات العسكرية والدفاع المشترك، والدخول في جبهة تركيا والباكستان اللهم الا ان يكون هناك أغراض أوسع وأنفع لهم.

نعم لعل لهم بذلك غرضين مهمين:

نام کتاب : المثل العليا في الإسلام نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست