منها غارات الوهابية التي شنها ابن سعود الوهابي‌[1]، وإخماد حادثة الانشقاق بين الشمرت والزكرت التي أزهقت أرواح ونفوس الأبرياء والفقراء ونهبت الأموال، فبحزمه وعزمه وشدة صولته ونفوذ أمره كان يذب عن الضعفاء، ويحرس الفقراء، فكان لهم حرزاً منيعاً، وسوراً رفيعاً[2].

كما إن للشَّيخ الكبير (قدس سره) مناضلة مع الميرزا محمد الأخباري قتيل الكرخ بأمر الشيخ الكبير، وله رسالة في الرد عليه أرسلها إلى السلطان فتح علي شاه القاجار وذلك حين التجأ الميرزا الأخباري إلى السلطان خوفاً على نفسه وفراراً من يدي الشيخ الكبير بعد مهاجمته للعلماء والمجتهدين الأصوليين‌[3].

وكان (قدس سره) شديد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي سفره إلى إيران كانت له مواقف مشهورة في إنكار المنكرات ومنع بيع الخمور وعمله، وقصته في شيراز مع أرباب المعامل التي تصنع الخمور معروفة، حيث كان الشيخ الكبير لا تأخذه في الله لومة لائم.

آثاره العلمية:

لقد ترك الشيخ جعفر (قدس سره) آثاراً مهمة تدل على سمو منزلته، وعظم عطائه، فأتحف الطائفة الشيعية بعدد مهم من المؤلفات القيمة، منها:

1. كشف الغطاء عن خفيات مبهمات الشريعة الغراء، وهو الذي اشتهر به، وعرفت ذريته بَعْدُباسمه، وكان قد ألفه في السفر إلى إيران، ولم يكن‌

2.

[1] 1. الذي غار على النجف الأشرف وحاصرها، فتصدى له الشيخ الكبير مع أهاليها طيلة أربعة أيام ردَّه ناكصاً مخذولًا لم يتمكن من فتحها، وكان الشيخ الكبير هو المسؤول الأول عن حفظ النجف الاشرف والدفاع عنها. العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية

[2] 2. العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية/ الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء: 1/ 141

[3] 3. المصدر نفسه: 1/ 94.