responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 64

توجد من بين حجج جاحدي المعاد حجة يمكن أن تكون من أقوى حججهم وأصعبها حلا، وقد عالجتها عقول المثبتين واقتنع بها كثير من الجاحدين، وإني أوردها لك واروي لك آخر ما توصل إليه المثبتون في حلها وأتحفك بحل لها يطيّرها شعاعاً ويصيّرها هباء بتوفيقه عزّ شأنه.

قال الجاحدون إنّ الهيكل الإنساني عندما يفاجأ بالموت تنحل عنه الرابطة الحيوية ويصبح عرضة لسائر تفاعلات المادة والقوة ومن ثم يبتدأ فيه دور التلاشي وتندّك موّاده الأصلية في هياكل أُخرى حيوانية وتندمج في قوامها والأمر وشيك حتى تغدوا مواده التي تألف منها غصنا في شجرة وعذقا في نخلة وزهرة في حديقة ونسيجا في دماغ بهيمة وسمّا ناقعاً في أنياب أفعىّ وحاشية من حصاة، وحتى قال بعضهم إنّ ذرّة الكربون التي قامت بتكوين جزءاً من رئة نبينا آدم (ع) قامت بتكوين ملايين ملايين من الرئات، وهكذا مدى الأيام حتى يكون الذي قبرناه في التراب مقبوراً في أفئدة الملوك وحشايا الصعاليك وملحوداً في بطون الأسماك وأطراف الأراك، وهذه هي الشبهة المعروفة بشبهة الآكل والمأكول.

وإذا أردنا أن نستدعيه يوم الحشر ونعيده ساعة النشر من مظانه ومواضعه، اضطررنا أن نجبر مواضع النقص بخلق جديد ثم نخلده في النعيم والجحيم وتبقى عندنا أرواح بل هياكل ونفوس بلا أجسام، وكيف يرضى بهذا ذو جنان ويقتنع به ذو وجدان؟!.

آخر ما سمعناه في رّدها

وآخر ما سمعناه في رد هذه الشبهة ودحضها، إنّ الإنسان الحقيقي المخاطب المكلف المعاد المنعم المعذب، هو تلك الذّرات التي قبضت من الأرض أوّلا في كلّ إنسان وهي باقية لا تتبدل ومتماسكة لا تتحوّل وهي الجزء القائم الذي أخذ عليه الميثاق مع الرّوح التي يحلّ فيها، والهيكل الإنساني المشاهد هو الأجزاء الفضلية ولا عبرة بها في تحقيق الإعادة، سواء أعيدت بأعيانها أو بأمثالها، بل العبرة في تحقيق الإعادة هي الأجزاء الأصلية التي لا يطرأ عليها إلّا مفارقة الأرواح، وانسلاخ الأجزاء الفضلية عنها وفي البعث تعاد إليه الروح وتعاد الأجزاء الفضلية وتنضم إليها، وأما تلك الأجزاء الأصلية فهي متماسكة لا تنحل ولا تندّك ولا تندمج ولا تصلح لان يتقوّم بها كائن من الكائنات. وسبقهم آخرون في دفعها بما ذكروه من عالم المثال، وصفح عنها قوم لأنها شبهة مقابلة البديهة واليقين من أمر المعاد، واستراح من آمن بالنصوص الدينية والأنباء السماوية وعموم القدرة الإلهية.

دفعنا لهذه الشبهة بالنظر العلمي‌

والمقصود لنا الآن النظر فيها من الجهة العلمية بعد أن ثبت عندنا البعث والمعاد وإنّه لا سبيل إلى إنكاره، وإنّ محط الشبهة هو المبعوث والمعاد وإنّه ما هو؟ وإنّ الاستنتاج العقلي هل يمكن أن يوصلنا إلى نتيجة يعضدها شاهد من قواعد العلم لا يلزم منها أمر مستحيل ولا تكون فرضية نظرية محضة؟.

لقد أصبح من البديهي الذي لا يقبل التشكيك أنّ أجسام الأحياء الحيوانية والنباتية مؤلفة من كريّات وخلايا تنتهي إلى دقائق وذرّات‌

نام کتاب : الغيب والشهادة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست